مُني مدّعو الأممالمتحدة بهزيمة أمس، بعدما برّأت محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا، القومي الصربي المتشدد فويسلاف شيشيلي، من التهم التسع الموجهة إليه، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وقال القاضي جان كلود أنتونيتي: «بتبرئته من التهم التسع، لم تعد لمذكرة توقيفه أي جدوى. فويسلاف شيشيلي بات رجلاً حراً». في المقابل، علّق مكتب المدعي: «نأخذ علماً بالحكم، وندرك أنه سيخيّب أمل ضحايا كثر. سندرس رأي القضاة ونرى ما إذا كان استئناف الحكم ممكناً». وكان أشار في قراره الاتهامي الى اضطهاد وقتل وتعذيب وتدمير لمدارس ومراكز عبادة. وقد يكون شيشيلي شارك أيضاً في شبكة إجرامية مع مسؤولين صرب، بينهم الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي توفي في زنزانته في لاهاي عام 2006. في بلغراد، ذكّر شيشيلي ب «محاكمات (شهدت) أحكاماً على صرب أبرياء بعقوبات قاسية»، وتابع: «لدينا الآن قاضيان مشرفان وعادلان، أظهرا أن مهنيتهما وشرفهما فوق أي ضغط سياسي، واتخذا من وجهة النظر القانونية القرار الممكن الوحيد». ويشير شيشيلي الى حكم اعتبره «مناهضاً للأمّة الصربية»، أصدرته المحكمة قبل أسبوع، على الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراجيتش، بالسجن 40 سنة، بعد إدانته بارتكاب إبادة، وتسع سنوات بتهم جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. لكن رئيس الوزراء الكرواتي تيهومير أوريسكوفيتس، وصف تبرئة شيشيلي بأنه «حكم مشين وهزيمة لمحكمة لاهاي وللنيابة». وهذه المرة الأولى التي يصدر فيها قضاة المحكمة حكماً في البداية في غياب المتهم، إذ إن شيشيلي الذي أُطلِق موقتاً عام 2014 ل «أسباب صحية»، رفض العودة الى لاهاي من بلغراد. وقَبِل القضاة بغيابه لتلك الأسباب، في استثناء قاض واحد انتقد صربيا لامتناعها عن توقيفه.