هددت رسالة لتنظيم «القاعدة»، ب «رد قريب سيشكل لعنة رهيبة لكل الكفار» ثأراً لمقتل الرجل الثالث في التنظيم وقائد عملياته في أفغانستان منذ العام 2007 مصطفى أبو اليزيد المعروف باسم «سعيد المصري»، ما جعله الخسارة الأهم ل «القاعدة» في السنوات الأخيرة، من دون ان يمنع ذلك الحكومة الأفغانية من التشكيك في تأثير مقتل «أبو اليزيد» على الحرب ضد الإرهاب. وجاء في رسالة «القاعدة» التي رصدها مركز «سايت» الأميركي لمراقبة المواقع الإلكترونية على الإنترنت: «نزف الى أمتنا الإسلامية الحبيبة نبأ استشهاد قائد من قادتها المحنكين وسيد من سادتها المؤيدين وأمير من أمرائها المسددين، هو الشيخ الموقر المظفر البطل مصطفى أبو اليزيد القائد العام لتنظيم قاعدة الجهاد في أفغانستان». وأوضحت أنه قتل مع زوجته وبناته الثلاث وحفيدته ورجال وأطفال ونساء آخرين. ورجح مسؤولون عسكريون باكستانيون سقوط «ابو اليزيد» في قصف صاروخي استهدف منزلاً يملكه رجل قبلي، ويبعد نحو 25 كيلومتراً من ميران شاه البلدة الرئيسة في إقليم شمال وزيرستان، في 21 أيار (مايو) الماضي. ووصف مسؤول أميركي رفض كشف اسمه مقتل «ابو اليزيد» بأنه «انتصار كبير يدل على ان مناطق القبائل ليست ملاذاً آمناً للقاعدة وحلفائها»، علماً ان طائرات الاستطلاع الأميركية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) شنت 105 غارات على هذه المناطق منذ آب (أغسطس) 2008. وتابع المسؤول الأميركي: «تولى ابو اليزيد قيادة عمليات القاعدة في أفغانستان، وتمتع بسلطة عليا في مجالات التمويل وتنظيم العمليات المسلحة، وهو حلقة الوصل الرئيسة مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن والرجل الثاني في التنظيم ايمن الظواهري». لكن الناطق باسم الرئاسة الأفغانية وحيد عمر صرح بأنه «يجب تحقيق الكثير على الأرض قبل إعلان أن مقتل ابو اليزيد سيحدث فارقاً، ويساهم في تقدم القضية في البلاد وباكستان المجاورة». وظهر «ابو اليزيد» للمرة الأخيرة في شريط مسجل في الرابع من أيار، حين أشاد ب «ابو عمر البغدادي» و «أبو أيوب المصري» اللذين قتلا في عملية أميركية - عراقية. ميدانياً، استعادت القوات الأجنبية والأفغانية منطقة بارجي ماتال في ولاية نورستان المحاذية للحدود مع باكستان، التي استولت عليها حركة «طالبان» السبت الماضي. وأعلنت قيادة الحلف الأطلسي (ناتو) انه «لم يُسجل إطلاق نار ولم يصب أحد بأذى خلال العملية».