تابع لبنان الرسمي تداعيات الاعتداء الاسرائيلي على «اسطول الحرية» الذي كان يحمل أغذية وأدوية الى سكان غزة المحاصرين في المياه الدولية، وواكب رئيس الجمهورية ميشال سليمان مناقشات مجلس الامن الذي عقد جلسة بحث خلالها موضوع الهجوم الاسرائيلي والمشاورات التي تجريها جامعة الدول العربية في هذا الخصوص، وتابع موضوع الجرحى والمصابين جراء هذا العدوان. وبحث سليمان في اتصال بنظيره التركي عبدالله غل المجزرة الاسرائيلية وعزّاه بالضحايا الاتراك الذين سقطوا، واعتبر الرئيسان بحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي في قصر بعبدا «أن مثل هذا العمل لا يخرج عن توصيفه كعمل إرهابي. واتفقا على مواصلة التنسيق في الخطوات والمواقف لمواجهة تداعيات هذا العمل الإجرامي». وهنأ سليمان البعثة اللبنانية وعلى رأسها السفير نواف سلام «على الجهود التي بذلتها خلال تولي لبنان رئاسة مجلس الامن خلال شهر أيار والتي انتهت (اول من) أمس». وأبرق رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الرئيس التركي عبدالله غل معزياً ب«شهداء عملية القرصنة الاسرائيلية الدموية»، وحيا الموقف التركي «والدم التركي الذي أُريق خلال هذا العدوان». كما أبرق الى رئيس الوزراء التركي، معرباً عن تقديره «لمواقفه السياسية والانسانية والاخلاقية في مواجهة ارهاب الدولة الذي تمثله اسرائيل». ووجّه برقيتين مماثلتين الى رئيس الجمعية الوطنية الكبرى التركية محمد علي شاهين ووزير الخارجية أحمد داوود أوغلو. ولفت النائب تمام سلام بعد لقائه بري الى «ان التضامن عربياً ولبنانياً هو السلاح الاقوى في مواجهة المرحلة المقبلة». واجتمعت لجنة الشؤون الخارجية النيابية في شكل طارئ وأوصت «بدعوة الدول العربية والإسلامية الى تجميد علاقاتها مع إسرائيل معاقبة لها على سياسة الاعتداءات الدائمة واتباعها قاعدة الحصار على كل من يريد الدفاع عن أرضه». وثمنت اللجنة «جهود رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة». وتمنت على رئيس المجلس النيابي «تخصيص جلسة عامة للبحث في السياسة العدوانية الإسرائيلية في لبنان والمنطقة». كما أبقت جلساتها مفتوحة. وعقد وزير الخارجية علي الشامي مؤتمراً صحافياً جدد فيه ادانة «الجريمة البشعة ضد المدنيين العزل المعترضين على الحصار الظالم على غزة»، واعتبر «ان الديبلوماسية اللبنانية حققت انجازاً ونصراً كبيراً في اليوم الأخير من رئاسة لبنان لمجلس الأمن، حيث أقر هذا المجلس وجهة النظر اللبنانية في البيان الرئاسي الذي صدر فجر امس». ولفت الى متابعة «الإتصالات الديبلوماسية مع الجانب التركي ممثلاً بوزير الخارجية احمد داود اوغلو، والسوري عبر الوزير وليد المعلم إضافة للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والامين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي وسائر الأصدقاء والأشقاء العرب والمسلمين لدعم موقف لبنان وحشد التأييد له لإدانة إسرائيل على هذه المجزرة». ونوهت كتلة «المستقبل» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة بالموقف اللبناني والتركي في مجلس الامن، واعلنت في بيان بعد اجتماعها الدوري انها ترفض «اي محاولة لتمويه وتخفيف المواقف من العملية الاجرامية الاسرائيلية وهذا ما حدث في البيان الرئاسي عن مجلس الامن وهو يشجع اسرائيل على المضي في اجرامها». واكدت «وجوب تعيين لجنة تحقيق مستقلة على رغم ان الجريمة واضحة وضوح الشمس». ونوهت الكتلة بالقرار المصري بفتح معبر رفح امام المساعدات لغزة. جعجع وندد رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع ب «حادثة اطلاق النار من جانب الاسرائيليين على ناشطي الجمعيات الخيرية في أسطول الحرية»، واستنكر «قتل المدنيين الابرياء مهما كان السبب». وأبلغ جعجع وزيرة التجارة السويدية إيفا بيورلينغ التي استقبلها امس، «الوقوف خلف الحكومة اللبنانية في مطالبتها مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية واتخاذ التدابير اللازمة بشأن هذه الحادثة»، طالباً منها «الضغط على الاتحاد الأوروبي لتأييد هذا المطلب». وبحث الطرفان «الوضع في الشرق الوسط والتهديدات التي يتعرض لها لبنان». موظفو الاممالمتحدة الى ذلك، اصدر موظفو منظمات الاممالمتحدة الاقليمة والوطنية العاملة في لبنان بياناً قالوا فيه: «اذ نجدد التزامنا بمبادئ حقوق الانسان وشرعة الاممالمتحدة التي نذرنا انفسنا للعمل تحت لوائها وفي مؤسساتها، نعبر عن غضبنا الشديد وادانتنا للاعتداء الذي قامت به القوات الاسرائيلية في المياه الدولية وضد قافلة المساعدات الانسانية والناشطين الدوليين في مجال حقوق الانسان، هذا الاعتداء المتعمد الذي لا سابق له في تاريخ النزاعات في العالم المعاصر ويشكل انتهاكاً خطيراً وغير مقبول بحسب كل القوانين والمواثيق الدولية وهو يأتي استمراراً لسياسة الحصار المستمر المفروض على قطاع غزة منذ ثلاث سنوات من قبل اسرائيل». وطالب الموظفون في البيان ب «الافراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين وبيان اسماء الشهداء والجرحى». ودعوا الامين العام للامم المتحدة وقيادة المنظمة والدول الاعضاء «الى التعاطي بمنتهى الجدية مع هذا الاعتداء غير المسبوق واتخاذ كل القرارات والاجراءات اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني والناشطين الدوليين من اعتداءات مماثلة في المستقبل». واعتبر البطريرك الماروني نصرالله صفير امام زواره ان ما تعرضت له قافلة المساعدات الانسانية المتجهة الى غزة «جريمة كبرى في حق الانسان الذي هب من اقاصي الارض لنجدة المتألمين الفلسطينيين الذين يعانون جوعاً وقهراً وذلاً». ودعا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني المجتمع الدولي الى «اتخاذ خطوات عملية ورادعة لمعاقبة الكيان الصهيوني الذي أقدم على ارتكاب جريمته الإرهابية البشعة بحق المدنيين العزّلے». وأكد خلال لقائه رجال أعمال من الجالية اللبنانية في أبو ظبي «أن مقاومة العدو الصهيوني ستبقى مستمرة ومتصاعدة لنصرة الشعب الفلسطيني التي هي واجب شرعي ووطني كفلته المواثيق والقوانين الدولية». ودعا أئمة المساجد وخطباءها في لبنان إلى «إدانة العدوان الإسرائيلي وإقامة صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة على أرواح الشهداء الذين سقطوا على متن أسطول الحرية». ووجه برقيات تعزية وإدانة وشجب لكل من رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في تصريح «أن الاستنكار العالمي لمجزرة الاعتداء على أسطول الحرية يكشف عن همجية الصهاينة وتحديهم للشعوب والإرادة الدولية». ودعا العالم إلى «مقاطعة إسرائيل وإقفال سفاراتها في كل الدول المحبة للسلام»، مطالباً دول العالم ب «الانتصار للحق». وطالب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، في تصريح بإنزال «أشد العقوبات الدولية في حق الكيان الإسرائيلي، وبفاعلية الإجراءات المطلوب اتخاذها بوجهه بما يتجاوز البيان الرئاسي الخجول الصادر بعد مخاض عسير عن مجلس الأمن بغية ردعها عن عدوانها المتمادي». وأبرق الى القائم بأعمال السفارة التركية شوكر كوميت معزيا بالضحايا الاتراك . ودان المجلس الأعلى للروم الكاثوليك، في بيان «الاعتداء الاسرائيلي الوحشي». وطالب الدول العربية «بموقف موحد من أجل الإسراع في رفع الحصار عن غزة، لأن استمراره يشكل انتهاكاً لكرامة الشعب الفلسطيني وحقه في العيش بحرية وسلام».