أنقرة، واشنطن - رويترز، أ ف ب - دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس إلى معاقبة إسرائيل على مهاجمتها «أسطول الحرية»، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين «لن تعود إلى سابق عهدها أبداً». وقال أردوغان خلال اجتماع برلماني أمس: «ينبغي بلا شك معاقبة سلوك إسرائيل. بلا أدنى شك... ليس لأحد أن يحاول اختبار صبر تركيا. حان الوقت لأن يقول المجتمع الدولي: كفى. لا ينبغي أن يقتصر تحرك الأممالمتحدة على قرارها الذي يدين إسرائيل، لكن يجب أن تقف وراء قرارها». وشدد على أن على «إسرائيل أن ترفع الحصار غير الإنساني عن غزة فوراً... وقتل الأبرياء استهتار كريه». وأشار إلى أنه تحدث إلى المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وسيوصل الرسالة ذاتها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما. وطالب بالإفراج عن الأتراك المحتجزين والسفن. وأضاف: «اليوم بداية عهد جديد. لن تعود الأمور إلى ما كانت عليه أبداً... ولن ندير ظهورنا للفلسطينيين». واستدعت تركيا أول من أمس سفيرها لدى إسرائيل وألغت مناورات عسكرية مشتركة ونجحت في دعوتها إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لإدانة أفعال إسرائيل. وفي واشنطن، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس إن الهجوم الإسرائيلي أضر بجهود السلام الأوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. وقال لصحافيين: «كيف نعول على أن لنا شريكاً حقيقياً يريد السلام وهم لا يحترمون مواطني دولة صديقة. إذا لم يتحركوا فكيف يتسنى لنا إقناع سورية أو دول أخرى في المنطقة بأنهم يريدون السلام». وأضاف أنه سيطلب من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في اجتماعهما إدانة أميركية واضحة للهجوم الاسرائيلي، قائلاً إن تركيا تشعر بخيبة الأمل إزاء الموقف الأميركي حتى الآن. وأوضح: «ما زال بعض حلفائنا غير مستعدين لإدانة الأفعال الإسرائيلية. ونحن نتوقع التضامن الكامل معنا. لا ينبغي أن يكون الامر الاختيار بين تركيا وإسرائيل، بل الاختيار بين الصواب والخطأ». ولفت إلى أنه سيطلب تأييد الولاياتالمتحدة لدعوة تركيا إلى الافراج الفوري غير المشروط عن كل من احتجزوا في الحادث. وأضاف أن تركيا ستفتح الموضوع أيضاً مع حلف شمال الأطلسي لأن الحادث هجوم على مواطني دولة من أعضاء الحلف من جانب دولة من غير أعضائه. إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أن بلاده تعيد تقويم علاقاتها مع إسرائيل. وقال: «فحصنا أبعاد تعاوننا في مجال الطاقة مع إسرائيل وقد يتخذ قرار استراتيجي بناء على توجيه من رئيس الوزراء». وبلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين 2.5 مليار دولار في عام 2009 مع شراء تركيا معدات عسكرية من اسرائيل. وإضافة إلى التبادل التجاري، هناك خطط لإقامة مشاريع في مجال الطاقة والزراعة والمياه بين تركيا وإسرائيل ببلايين الدولارات. غير أن وزير الدفاع التركي وجدي غونول قال إن العاصفة الديبلوماسية لن تؤثر في تسليم تركيا الطائرة الإسرائيلية «هيرون» التي تعمل من دون طيار التي أبرم الطرفان صفقة مطلع العام لشراء عشر طائرات منها مقابل 180 مليون دولار.