أحيا الفلسطينيون داخل إسرائيل أمس الذكرى السنوية الأربعين ل «يوم الأرض» بإضراب شبه عام في البلدات العربية وبمسيرات سلمية في عدد منها ووضع باقات الورد على أضرحة الشهداء الستة الذين سقطوا برصاص الشرطة الإسرائيلية خلال مشاركتهم عام 1976 في التظاهرات الاحتجاجية على مصادرة 20 ألف دونم من أراضي «البطوف» في الشمال. وحذرت منظمات من ظاهرة سماسرة بيع الارض. وتُوج يوم أمس بمهرجانين مركزيين في بلدتي عرابة (في الجليل) والنقب (جنوباً) بحضور الآلاف، تقدمهم قادة الأحزاب والحركات السياسية العربية و «لجنة المتابعة العليا» التي نظمت البرنامج. وشارك في التظاهرتين وفد من «القوى اليهودية الديموقراطية». وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات تؤكد أن «لا تفريط بأرض الآباء والأجداد» وتحذر من سماسرة الأرض. واختتمت التظاهرتان بخطابات أكدت أن يوم الأرض بات منذ أربعين عاماً يوماً وطنياً مفصلياً ورمزاً للوجود الفلسطيني داخل أراضي العام 1948، إذ حرر الفلسطينيين من ترهيب السلطة الإسرائيلية التي فرضت الحكم العسكري عليهم في العقدين الأولين من قيام الدولة العبرية. وتزامنت الذكرى هذا العام مع تفاقم أزمة الأرض والسكن للعرب في الداخل حيال تقلص مساحات البناء المتاحة بسبب مصادرتها لمصلحة إقامة المزيد من المستوطنات اليهودية المحاذية للبلدات العربية، وهو المخطط المتواصل منذ 40 عاماً حين كانت نسبة العرب في الجليل أكثر من 70 في المئة وباتت اليوم لا تتعدى 50 في المئة فقط بفعل استقدام مئات آلاف المستوطنين اليهود، بخاصة من المهاجرين. كما تأتي المناسبة مع التصعيد الحكومي الرسمي ضد ما يسمى «ظاهرة البناء غير المرخص» في الوسط العربي الذي أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أنه أعطى تعليماته بمحاربتها، ما يهدد بالهدم عشرات آلاف المنازل العربية. كل ذلك وسط مواصلة الحكومة مساعيها لاقتلاع عشرات آلاف البدو في 25 قرية في النقب وتجميعهم في مجمعين سكنيين جديدين، بداعي انهم يقيمون على «أراضي دولة». يضاف إلى ذلك سن القوانين العنصرية الجديدة لتضييق الخناق على مليون ونصف مليون عربي وحقوقهم وملاحقة قادتهم سياسياً، وهو ما أكده رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية النائب السابق في الكنيست محمد بركة في كلمته بقوله «إننا إذ نستذكر الشهداء في يوم الأرض، فإننا أيضاً يجب أن نكون على قدر مواجهة التحديات في ظل استشراس السياسة الرسمية والتحريض العنصري علينا شعباً وقيادة». مع ذلك، جاء لافتاً أن الإضراب لم يكن شاملاً، كما أن المشاركة الجماهيرية في التظاهرتين كانت دون التوقعات بكثير. وعزا البعض ذلك إلى أن الإضرابات لم تعد تجدي نفعاً ولا تؤثر بشيء في سياسة الحكومة، وأن المطلوب من قادة الجماهير العربية وضع آليات نضال جديدة تتجاوب ومتطلبات المرحلة.