خيّم الهدوء الحذر على عين الحلوة شرق صيدا، بعد ليلة من التوتر الأمني والخوف عاشها المخيم، على وقع قنابل يدوية وقذائف «آر بي جي» على الشارع الفوقاني، مترافقة مع إطلاق نار كثيف، وتساقط عدد من الرصاص الطائش في شوارع مدينة صيدا المتاخمة للمخيم. فيما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بسماع إطلاق رصاص عند مفترق سوق الخضر في المخيم، ما أدى الى إصابة شخص اسمه شادي الخطيب. وجرت اتصالات بين الفصائل الفلسطينية أفضت الى عودة الهدوء. وكان الوضع الأمني توتّر إثر قيام أحد العناصر الإسلامية، عمر الناطور، التابع لمجموعة بلال بدر، بإطلاق النار على عنصرين من حركة «فتح» في الشارع الفوقاني، مفترق سوق الخضر، ما أدى الى مقتل عبدالله قبلاوي وإصابة جميل الظاظا، وأحد المارة. وعلى الفور، تم تبادل للنار تخلّله إطلاق قذيفة «ب 7»، وسادت المخيم أجواء من التوتر أجبرت الناس على إقفال محالهم التجارية والاختباء، وسط ظهور مسلّح للطرفين. ولاحقاً، قتل شقيق الناطور رداً على مقتل قبلاوي. وأكد قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيمات منير المقدح، في تصريح، أن «القوة الأمنية في عين الحلوة باشرت تحقيقاتها وعملها تنفيذاً لمقررات اللجنة الأمنية العليا من أجل القبض على قتلة عبدالله قبلاوي ومحمود الناطور، وإنهاء هذا الملف اليوم بتسليم القتلة وضبط الوضع داخل المخيم». ولفت الى أن «القتلة معروفون، وأن جميع القوى رفعت الغطاء عنهم، وكذلك عائلة قبلاوي ملتزمة بكل ما ستقرره القوة الأمنية لما فيه مصلحة المخيم وأبنائه، وأن هناك تواصلاً مع آل الناطور والشباب المسلم الذين أبدوا استنكارهم لما حصل ورفعهم الغطاء عن أي متورط في تلك الأحداث». إلى ذلك بحثت النائب بهية الحريري في اجتماع عقدته في سراي صيدا الحكومي، مع محافظ الجنوب منصور ضو وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة، تطورات الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة في أعقاب الحادثة وتداعياتها، وكان تشديد على اهمية متابعة الجهود واللقاءات والاتصالات التي تبذل لبنانياً وفلسطينياً من أجل تطويق ذيول ما جرى وإنهاء حال التوتر التي يشهدها المخيم. وكانت الحريري، أجرت سلسلة اتصالات بعدد من القيادات الفلسطينية، خصوصاً مع قيادتي حركة «فتح» والقوى الإسلامية، وتمنت عليها «العمل على تهدئة الوضع حقناً للدماء، وقطعاً للطريق على محاولات استدراج المخيم الى اقتتال داخلي».