يبقى الوضع ضبابياً حول الانبعاثات في الصين إذ أشارت نتائج دراسة إلى أن التقارير التي تفيد بتراجع تاريخي في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الصين خلال العامين الماضيين سابقة لأوانها، بسبب عدم صدقية البيانات التي توضح تدني معدلات استهلاك الفحم في البلاد. وكانت الوكالة الدولية للطاقة من بين الجهات التي أعلنت تراجع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المتعلقة بالطاقة في الصين - أكبر مصدر للانبعاثات الغازية في العالم - العامين 2015 و 2014، فيما لاقى إشادة بوصفه تحولاً إلى الطاقة النظيفة بعد سنوات من النمو المتسارع. وقال المركز الدولي لأبحاث المناخ والبيئة في أوسلو في بيان يتحدث عن تقرير أوردته دورية الطبيعة وتغير المناخ ان «التقارير الإعلامية التي تناقش تراجع الانبعاثات ربما تضمنت خلطاً في الإحصاءات». مشيراً إلى عدم صدقية بيانات الصين الخاصة بالفحم وتعديلها مرات عدة. وقال المركز إن بكين أعلنت انخفاض استهلاك الفحم بنسبة 3.7 في المئة العام الماضي مع تباطؤ النمو الاقتصادي لكن الصين تستخدم فحماً عالي الجودة ينبعث منذ قدر كبير من الطاقة وكم أكبر من الانبعاثات الغازية للطن. وأضاف المركز أن «الانبعاثات الغازية في الصين، الناشئة عن الطاقة بما في ذلك النفط والغاز تراجعت إجمالاً بنسبة 0.1 في المئة العام 2015 و0.5 في المئة العام 2014. وذكر الباحث بالمركز غلين بيترز أنه «في ضوء غموض الإحصاءات فليس من الممكن استنتاج ما إذا كانت انبعاثات الصين من غاز ثاني أكسيد الكربون نقصت أو زادت العام 2015 ». وكانت الصين وعدت بخفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بحلول العام 2030 في إطار اتفاق باريس لتغير المناخ الذي وافقت عليه 195 دولة في قمة مكافحة تغير المناخ التابعة للأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وتسعى الصين إلى الحد من اعتمادها على الوقود الاحفوري من خلال زيادة نصيبها من الطاقة النووية والمائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتستهدف خفض الانبعاثات من الملوثات الرئيسة في قطاع الطاقة بنسبة 60 في المئة بحلول العام 2020.