افتتح في قطر أمس «مؤتمر اثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط» تحت شعار «لبناء نظام عالمي معزز: استشراف المستقبل وحل المشكلات»، وقال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لدى افتتاحه المؤتمر الذي تشارك فيه شخصيات من دول عدة وحضرته زوجة العاهل الأردني رانيا العبد الله، إن منتدى الدوحة يعقد دورته العاشرة في ظروف شديدة الصعوبة. ولفت أمير قطر الى أن «العالم يواجه زلزالاً اقتصادياً ومالياً يستحق الدرس والبحث ما يتعذر معه على أي مؤتمر أو منتدى أن يقطع برأي أو يعلن قراراً في قضايا قد تكون محددة وقد تكون تفصيلية». وأضاف إننا جميعاً مطالبون بمتابعة ما يجري على مواقع القرار الدولي والإنتاج العالمي والأسواق المعولمة بمنتهى الجدية والحرص لأننا أمام لحظة تغيير كبير يقتضيه استقرار العالم وأمنه وسلامته. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن «منتدى الدوحة» أخذ على عاتقه خلال السنوات العشر الماضية فتح مجال الحوار الحر المسؤول والبناء، واعتمد النقاش المفتوح كقاعدة للعمل وتحقيق مكتسبات لجميع المشاريكن فيه. ورأى أن الديموقراطية على الصعيد الداخلي السبيل الوحيد لتحقيق السلم الاجتماعي على أساس العدل والإنصاف والمساواة، وقال إن ذلك يقودنا لا محالة إلى تأمين أسباب الاستقرار وبالتالي تتكون القواعد والأطر المطلوبة لتنمية المجتمعات في المجالات جميعها والنهوض بها إلى حياة أفضل. ويناقش مؤتمر الدوحة قضايا تحمل عناوين «تأملات في الأقليم ورؤى المستقبل» و «تخطي الأزمة المالية، واجابات عملية للتغلب على المعوقات السياسية والاقتصادية» و «التعافي الاقتصادي العالمي والشرق الأوسط» و «قادة النظام الاقتصادي العالمي الجديد» و «تقويم الأخطار العالمية، والهبوط الحاد للصين وأثره على إقليم الشرق الأوسط»، و «المرأة والهيئات العالمية والمسؤولية المشتركة» و «تغير المناخ والطاقة والنمو الاقتصادي»، و «تعزيز الريادة الاستثمارية في الشرق الأوسط». وخاطب المؤتمر أمس رئيسة فنلندا تاريا فانهانن التي نبهت الى خطورة التغير المناخي ونوهت بالاتفاقية الأميركية الروسية الجديدة لخفض السلاح النووي ودعت إلى تعاون عالمي لمواجهة التحديات. كما خاطب المؤتمر رئيس مقدونيا جورجي ايفانوف ودعا الى عمل جماعي للقضاء على الفقر في منطقة جنوب شرقي أوروبا ما يمثل صمام أمان للاستقرار في أوروبا. ودعا المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب الى اصلاح النظام العالمي القديم ومعالجة الأزمات وإعادة بناء المؤسسات واعادة النظر في النظم القيمية (في العالم). وشدد كلاوس على أن الأزمة ليست اقتصادية واجتماعية فقط وانما هي أزمة للعولمة، منوهاً بمداولات «قمة اعادة تصميم العالم» التي عقدت في قطر خلال اليومين الماضيين. وخلص إلى أن العالم يحتاج إلى «استحداث منهج متعدد الأبعاد»، مشيراً إلى انتقال مركز الثقل العالمي من الغرب إلى الشرق، لافتاً إلى أن الهند والصين ودول أخرى تلعب دوراً أكبر. وقال إن مجموعة العشرين تدرك أن هناك قوى جديدة تنشأ في العالم. وشدد على أهمية إدماج المجتمع المدني في الحوكمة العالمية.