وجه الإدعاء البلجيكي اتهامات بالإرهاب لأربعة رجال في ما يتعلق بتفجيرات بروكسيل، فيما اعتقلت الشرطة الإيطالية جزائرياً للاشتباه في إصداره وثائق مزورة لمتشددين لهم صلة بالهجمات. ومن بين الأربعة رجل يدعى عبدالرحمن قالت وكالة الأنباء البلجيكية امس، أن المدعين في بروكسيل وجهوا اليه اتهامات بالانتماء الى جماعة إرهابية. وقال المدعون أول من أمس ان عبدالرحمن الذي اعتقل بعد إصابته بالرصاص خلال عملية دهم في حي سكاربيك في بروكسيل، وجهت إليه اتهامات في ما يتعلق بعملية في باريس الأسبوع الماضي، حيث أعلنت السلطات إنها أحبطت مخطط هجوم. ومع فتح تحقيقات في دول عدة وتزايد المؤشرات الى وجود صلات بين تفجيرات بروكسيل واعتداءات باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ألغت السلطات البلجيكية مسيرة مقررة بعنوان «مسيرة ضد الخوف» في العاصمة التي يعتريها القلق لتجنب تحميل الشرطة المزيد من الضغوط. واستهدفت الهجمات الانتحارية مطار بروكسيل وأحد قطارات مترو أنفاق العاصمة في وقت الذروة الصباحية يوم الثلثاء الماضي ما أسفر عن مقتل 28 شخصاً وفق آخر حصيلة إضافة الى ثلاثة من المهاجمين كما أصيب مئات بجروح. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجمات. معتقل في ايطاليا وبعد سلسلة من أعمال الدهم والاعتقالات في بلجيكا وألمانيا منذ وقوع الهجمات، ذكرت وسائل إعلام إيطالية يوم السبت إن الشرطة الإيطالية اعتقلت الجزائري جمال الدين عوالي (40 سنة) في جنوبإيطاليا. وأفادت محطة «سكاي تي جي 24» التلفزيونية ووسائل إعلام أخرى بأن السلطات البلجيكية كانت أصدرت أمراً بالقبض على هذا الشخص لإصداره وحيازته وثائق مزورة تستخدم في الهجرة غير الشرعية. وأضافت التقارير إن اسمه وُجد في وثائق عُثر عليها خلال دهم شقة سكنية قرب بروكسيل في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، من بينها بعض الوثائق تحمل صوراً لبعض المتشددين الذين شاركوا في الهجمات التي وقعت في باريس العام الماضي وفي بروكسيل الأسبوع الماضي والأسماء المستعارة التي استخدموها. وتتحرّى الشرطة الإيطالية عن شريك ثانٍ للجزائري عوالي الذي أوقف أول من أمس في مدينة بيلّيتسي في محافظة ساليرنو الجنوبية بناءً على مذكّرة توقيف أوروبية بتهمة تزوير وثائق استخدمها بعض من منفّذي اعتداءات باريسوبروكسيل. وتتحرى الشرطة الإيطالية للوصول إلى مخبأ ومكان مطلوب ثانٍ يُفترض أنّه رافق الجزائري الموقوف في الآونة الأخيرة. وقد انطلقت التحرّيات والتعقّب قبل ثلاثة أيام بعد طلب تقدّم به الجزائري إلى شرطة ساليرنو للحصول على أوراق إقامة في إيطاليا. ووفق وكالة الصحافة الإيطالية (آجي) فإن «الشرطة الإيطالية لا تستبعد أن يكون الجزائري وصل إلى ساليرنو قبل فترة من الزمن». وخضع عوالي إلى التحقيق في سجن ساليرنو أمس. ونشرت الشرطة الإيطالية على «تويتر» صورة لضباط مُقنعين في لقطة فيديو كُتب عليها: «اعتقال جزائري مطلوب في بلجيكا لمساهمته في هجرة غير شرعية لها صلة بهجمات باريس». وأفادت تقارير بأن الرجل قد يُسَلم إلى بلجيكا في الأيام المقبلة. ومن بين الرجال الثلاث الذين وجهت اليهم اتهامات السبت، قال الادعاء إن احدهم يدعى «فيصل ش.» وعرفته وسائل إعلام بلجيكية بأنه فيصل شيفو ووصفته بأنه «رجل القبعة» بعد أن ظهر في لقطة لكاميرات المراقبة مع شخصين آخرين. ويعتقد بأن الشخصين الآخرين اللذين ظهرا معه في الصورة قد فجرا نفسيهما. واتهم شيفو بالمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية والقتل والشروع في القتل بدوافع إرهابية. والشخصان الآخران اللذان وجهت لهم اتهامات أمس هما «أبو بكر أ.» و «رباح ن.» واتهما بالقيام بأنشطة إرهابية والانضمام إلى جماعة إرهابية. وكان رباح مطلوباً في ما يتعلق بعملية في باريس هذا الأسبوع فيما قالت السلطات إنها أحبطت مخطط هجوم. معتقل خطر وقال إيفان مايور رئيس بلدية بروكسيل لصحيفة «لو سوار» إن شيفو الذي يقول إنه صحافي يعمل بالقطعة كان «خطراً» وسبق اعتقاله مرات عدة في حديقة حاول أن يشجع فيها طالبي اللجوء على التطرف. وقالت السلطات كذلك إن رجلاً ألقي القبض عليه يوم الجمعة بعد إطلاق النار على ساقه في محطة ترام في حي سكاربيك في بروكسيل جددت السلطات حبسه لمدة 24 ساعة أخرى. وعرف باسم «عبد الرحمن أ.» وكان أحد ثلاثة اعتقلوا يوم الجمعة. وذكر الادعاء في بروكسل أن هذه العملية ذات صلة باعتقال فرنسا يوم الخميس لشخص دين في بلجيكا العام الماضي ويشتبه في تخطيطه لهجوم جديد. وقال مشرعون ألمان إن أوروبا في حاجة ملحة الى تحسين طريقة تبادل المعلومات بين وكالاتها الأمنية وسط تزايد الإشارات على أن الشبكة نفسها التي نفذت هجمات بروكسيل كانت وراء هجمات باريس في تشرين الثاني التي قتل فيها 130 شخصاً. وأرجأ منظمون المسيرة التي كانت مقررة في بروكسيل أمس، بعدما حض مسؤولون كبار منهم رئيس بلدية بروكسيل المواطنين على عدم المشاركة فيها لتجنب تحميل الشرطة المنهكة المزيد من الضغوط. وقال منظم المسيرة إيمانويل فولون إنه يتفهم تماماً هذا العذر. وقال في رسالة الكترونية: «سلامة مواطنينا أولوية قصوى». وقال مسؤولون إنه تم التعرف إلى 24 من ضحايا هجمات بروكيسل حتى الآن وهم من تسع جنسيات مختلفة. وما زال هناك أربعة أشخاص لم يتم التعرف إليهم. ومما يؤكد حالة التوتر العام أثار مقتل حارس أمن يعمل في موقع في بلجيكا يضم مواد نووية هذا الأسبوع، أحاديث عن المخاوف من احتمال سعي المتشددين لامتلاك مادة نووية أو التخطيط لشن هجوم على موقع نووي. ونفى الادعاء السبت تقارير إعلامية عن أن شارة الدخول الخاصة بالحارس القتيل قد سرقت وإن ذلك قد يكون سبب قتله. وفي أواخر العام الماضي عثر المحققون على شريط مصور يتعقب تحركات رجل مرتبط بالقطاع النووي في البلاد وذلك خلال تفتيش شقة في إطار التحقيق في هجمات باريس. كندا الى ذلك، أعلنت الشرطة الكندية السبت إن كندياً اعتُقل بموجب قانون مكافحة الإرهاب. وأضافت الشرطة في بيان إن كيفن عمر محمد (23 سنة) نُقل إلى الحجز في إطار «اعتقال وقائي» بموجب قانون مكافحة الإرهاب. وأكدت الشرطة أن هذا الاعتقال ليست له صلة بالهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة في بروكسيل ولا توجد إشارة إلى هجوم داخلي. وقال محامي محمد إن محمد اعتُقل يوم الجمعة ومثُل أمام محكمة في برامبتون في غرب تورونتو أول من أمس. وأضاف أن هذا الاعتقال تضمن «عدداً» من الجرائم الإرهابية ولكن موكله لم يُتهم بارتكاب أي من هذه الجرائم. وورد في بيان الشرطة إن محمد اتُهم بإخفاء سلاح وحيازة أسلحة تمثل خطراً على السلم العام. ولم ترد تفاصيل فورية في شأن اتهامات محددة. وقال المحامي إن السلاح الذي كان محل النقاش هو سكين. وسيمثُل محمد أمام المحكمة مرة أخرى يوم الثلثاء.