علقت حركة الملاحة الجوية في مطار معيتيقة في شرق طرابلس أمس، بحسب ما أعلنت شركتا طيران وقائد طائرة، وذلك «لأسباب أمنية» يحتمل أن تكون مرتبطة بمحاولة حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأممالمتحدة دخول المدينة. وقالت شركة «الخطوط الجوية الليبية» الحكومية على صفحتها في موقع فايسبوك: «نحيطكم علماً بأنه تم تعليق كافة الرحلات التابعة لنا اليوم (أمس)، وذلك لأسباب تتعلق بالمراقبة الجوية». وأعلنت بدورها شركة «الخطوط الجوية الأفريقية» على صفحتها في فايسبوك أن هناك «تعليمات صادرة عن الطيران المدني الليبي بغلق الأجواء أمام حركة الطيران المدني القادمة والمغادرة». ونقلت قناة «النبأ» الليبية الفضائية عن رئيس مصلحة الطيران المدني يوسف قصيعة قوله إنه تقرر تعليق الملاحة «لأسباب متعلقة بالأمن والسلامة». وتابع أن «أجهزة الأمن والسلامة تقوم بالتأكد من سلامة مرافق المطار حفاظاً على سلامة الركاب». وأكد قائد طائرة لوكالة فرانس برس أن «مطار معيتيقة مقفل. قالوا لنا إنه سيبقى مغلقاً لست ساعات بدءاً من الثامنة صباحاً». وأضاف الطيار: «ذهبت إلى معيتيقة هذا الصباح وشاهدت قربه مجموعات مسلحة وسيارات نصبت على متنها رشاشات مضادة للطيران». وأضاف: «لا يريدون أن يهبط (فايز) السراج هنا». وتخضع طرابلس منذ أكثر من عام ونصف لسلطة حكومة لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي، يساندها تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا». وترفض هذه الحكومة تسليم السلطة إلى حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها رجل الأعمال فايز السراج، وهي حكومة منبثقة من اتفاق سلام برعاية الأممالمتحدة وقعه في كانون الأول (ديسمبر) برلمانيون بصفتهم الشخصية. وعلى رغم ذلك، أعلنت رئاسة حكومة الوفاق أنها ستنتقل للعمل من العاصمة «خلال أيام»، من دون أن توضح كيفية تحقيق ذلك في ظل رفض السلطات الحاكمة لها التي أعلنت «حالة الطوارئ القصوى» في المدينة. ويخشى سكان طرابلس أن يؤدي دخول حكومة الوفاق إلى المدينة من دون موافقة السلطات فيها إلى اشتباكات بين الجماعات المسلحة المؤيدة لهذه السلطات والجماعات التي قد تندفع نحو تأمين الحماية لحكومة السراج. وسمعت في طرابلس ليل السبت الأحد أصوات إطلاق نار واشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة على مدى ساعات، لم تُعرف ملابساتها أو الجهة التي تقف خلفها.