اقتربت لحظة المواجهة بين إسرائيل والمتضامنين على متن «أسطول الحرية» لكسر الحصار عن قطاع غزة، والذي انطلق عصر أمس نحو وجهته النهائية، على أمل الوصول الى شواطئ قطاع غزة ظهر اليوم، في وقت أخذت هذه القضية تتحول الى قضية رأي عام عالمي، خصوصاً في ضوء التهديدات الاسرائيلية، وآخرها تحذير المتضامنين من «عواقب وخيمة» اذا واصلوا تقدمهم. في المقابل، كشف منظمو حملة كسر الحصار وجود اتصالات مع عدد من الدول الأوروبية «لتفادي أي مواجهة مع اسرائيل»، متعهدين ملاحقتها قضائياً اذا احتجزت السفن او اعتقلت المتضامنين على متنها. وقال رئيس «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» الدكتور عرفات ماضي ل «الحياة» ان السفن الست أبحرت عصر امس من قبالة سواحل قبرص، متوقعاً ان تصل الى غزة ظهر اليوم. وفيما كانت السفن في المياه الدولية مساء أمس، تلقت رسائل لاسلكية من إسرائيل تحذرها من التقدم، وإلا واجهت «عواقب وخيمة». غير ان ماضي أكد ان «المنظمين والمتضامنين درسوا كل الاحتمالات وهيأوا انفسهم لكل الخيارات»، بما فيها «سماح إسرائيل للسفن بالوصول الى شاطئ غزة، او احتجازها، او اعتراضها وتركها في المياه الدولية لأيام طويلة»، متوقعاً «احتجازها وجرها الى ميناء اسدود، والافراج عن النواب والسياسيين الأوروبيين والغربيين، واعتقال الباقي». وأشار الى «اتصالات مع عدد من الدول الاوروبية، من بينها فرنسا وبلجيكا والسويد واليونان وتركيا وغيرها، تهدف الى تفادي أي مواجهة مع إسرائيل»، كما أشار الى «تحركات كبيرة على صعيد أوروبا والعالم العربي للتضامن مع الأسطول»، إضافة الى «تظاهرات في أوروبا أمام السفارات الإسرائيلية للضغط على إسرائيل للسماح للاسطول بالوصول الى غزة». ولفت ماضي الى ان منظمي الأسطول تعهّدوا ملاحقة إسرائيل قضائياً في شتى انحاء العالم، خصوصاً في اوروبا، في حال احتجاز السفن واعتقال المتضامنين، مشيراً الى ان «إسرائيل تدّعي انها انسحبت من قطاع غزة، وبالتالي فإن احتجاز السفن يعتبر قرصنة من جانبها». وفي غزة، أبحرت عشرات القوارب الفلسطينية امس وعلى متنها عدد من المتضامنين الأجانب وأهالي الأسرى وهم يرفعون العلم الفلسطيني وأعلام 40 دولة مشاركة في الأسطول وفرق كشافة، كما رفعوا شعارات تطالب بالسماح للأسطول بالوصول الى غزة، وأطلقوا بالونات تحمل صور شهداء من الأطفال الفلسطينيين.