ماذا يجمع بين ريما فقيه وجمانة البحري؟ الأولى ملكة جمال أميركا والثانية طالبة جامعية، والاثنتان ضحيتا الإرهاب الليكودي وأنصار اسرائيل الذين يدافعون عن دولة ارهابية نازية جديدة، هي الوحيدة من نوعها منذ هتلر والرايخ الثالث، ويتهمون ضحايا بما فيها وفيهم. ريما أصبحت مشهورة فهي لبنانية الأصل هاجرت الى الولاياتالمتحدة مع أسرتها وهي طفلة واستقرت في ديربورن بولاية ميشيغان حيث توجد جالية لبنانية كبيرة، غالبيتها من الشيعة، وهي فازت بلقب ملكة جمال الولاية ثم ملكة جمال الولاياتالمتحدة ما أصاب أعداء المسلمين بانهيار عصبي بعد الانهيار الأخلاقي الدائم لهم. هم كانوا يروجون للمرأة المسلمة كإنسانة مضطهدة في حجاب أو نقاب أو برقع أو شادور، وفوجئوا بشابة حسناء جداً في مايوه بكيني صغير الحجم جداً، وفوجئوا أكثر أن يكتشفوا انها رقصت حول عمود، وهو نوع من الرقص في النوادي الليلية عندهم. الليكودي المتطرف دانيال بايبس، أحد أحقر المحافظين الجدد، لم يرَ في ريما شابة متمردة على التقاليد، وإنما اعتبر فوزها نوعاً من «العمل الإيجابي» المقلوب، ما يحتاج الى شرح للقارئ العربي فأصل العبارة يعود الى فرض السلطات الأميركية قوانين للدمج العنصري، خصوصاً بين البيض والسود، وبايبس اعتبر فوز ريما شيئاً من نوع هذا البرنامج وعمي عن حسنها وذكائها. وزايدت دبي شلوسل في الحقارة على بايبس، فهي قررت أن بنت صريفا تنتمي الى أسرة بعض أفرادها من قادة حزب الله، وأن ثمانية آخرين منهم قتلوا في مواجهات حزب الله مع اسرائيل، وهي وصفت ديربورن بأنها ديربورستان، وذكرت قراءها بتفجير مقر المارينز في لبنان، بل تحدثت عن عمليات مشتركة للقاعدة وحزب الله أي أنها دخلت في المستحيل بكل الوقاحة التي تملكها شقراء (شعرها مصبوغ طبعاً ومزور ككل ما فيها). وأكملت المواقع اليمينية وقررت ان ريما ستقتل بموجب الشريعة الإسلامية، وردد بريد قرائها أفكاراً مماثلة مع مراهنة على موعد قتلها. قبل ريما كنا نتحدث عن جمال هيفاء وهبي، وهي شيعية أيضاً، وقبلهما كانت هناك جورجينا رزق ملكة جمال الكون كله سنة 1971، ولا تزال جميلة. وكلنا يعرف ان بعض أجرأ الأديبات اللبنانيات كن شيعيات، وبعضهن من الرواد وشققن الطريق لغيرهن. ومن ريما الى جمانة الطالبة في جامعة كاليفورنيا، فقد كتبتُ في 21 من هذا الشهر، في هذه الزاوية، قصة اشتباكها مع الليكودي الحقير ديفيد هوروفيتز الذي يدير موقعاً متطرفاً يؤيد اسرائيل، خلال «أسبوع ابارتهيد الإسرائيلي» الذي نظمته جمعية الطلاب المسلمين في الجامعة. كتبت وسافرت وعدت قبل يومين لأجد في مكتبي مجموعة كبيرة من أخبار الليكوديين التي تهاجم فتاة مسلمة، محجبة هذه المرة، التفت بالكوفية الفلسطينية وهي ترد على نصير للإرهاب الإسرائيلي بمثل الدعاية الغوبلزية السوداء. طالبة جامعية تواجه حملة شرسة من أنصار اسرائيل، أي من أنصار النازية الجديدة والقتل والتدمير. هم يريدون من الناس ادانة جمانة ويزعمون انها دعت الى «هولوكوست» لأنها ردت على سؤال لهوروفيتز وقد تملكها الغضب من حملته على المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وقد أصبح اسمها في مواقعهم «فتاة ابادة الجنس» ويزعمون انها تتحرق لمحرقة جديدة. جمانة ردت في بيان طويل تشرح فيه ما حدث خلال مواجهتها مع ديفيد هوروفيتز غوبلز الذي لا يتردد عن مهاجمة مفكرين يهود بارزين من دعاة السلام مثل نورمان فنكلستين، وقد نفت جمانة الانتماء الى أي فصيل مسلح، وقالت انها شاركت في 19 نيسان (ابريل) الماضي في نشاط ضد العنصرية وإبادة الجنس والمحرقة وتطوعت للكلام عن الموضوع. عندي رد آخر، أنا أؤيد حماس وحزب الله ضد الإرهاب الإسرائيلي، واعتبرهما حركتي تحرر وطني في وجه النازيين الجدد الذين يقتلون النساء والأطفال. كما انني أؤيد جمانة عماد البحري ضد الإرهاب الذي يمارسه بحقها أنصار اسرائيل فهم لا يفعلون شيئاً سوى أن يدينوا أنفسهم، وأن يفضحوا فكرهم المتطرف الإرهابي، فلولا وجود هؤلاء المتطرفين الذين يغذون التطرف من الجانبين لكان الفلسطينيون وإسرائيل توصلوا الى حل سلمي منذ سنوات، ولحجبت الدماء البريئة. ريما ملكة جمال وجمانة طالبة، وكلاهما ضحية تطرف أعداء الإنسانية من أنصار اسرائيل الذين أرجو لهم أن يموتوا حسداً، وان تنعم الشابتان المسلمتان بحياة سعيدة. [email protected]