استعرض إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكداً في خطبة أمس (الجمعة)، أنها «نور كلها؛ في الدعوة والتعليم والسياسة والحروب، وفي العبادة والأخلاق». وقال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فتى قريش، وكان بين أقرانه - إن صح أن يقال له قرين - معروفاً بالصدق والنزاهة، وكان يدعى بينهم الأمين، سارت سيرته بينهم مسير الشمس والقمر، فاختارته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ليكون قائماً بأمر تجارتها إلى الشام، وبعثت معه غلامها ميسرة، فكان ما كان، وأعجبت به خديجة رضي الله عنها، فتزوجها صلى الله عليه وسلم وعمره 25 عاماً، وكانت أكبر منه سناً، وأقام بيته الأول بيتاً ترفرف فيه السعادة ويشرق في جوانبه الإيمان». وأشار إلى أن «رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب خديجة حباً جماً، حتى كان نساؤه بعد ذلك يغرن منها، وكان يقول: إني رزقت حبها، وعاش معها 25 عاماً وما تزوج بأخرى حتى ماتت»، مضيفاً أنه صلى الله عليه وسلم رزق منها بستة من الولد: القاسم، وعبدالله، وأربع إناث، هن: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، فأما القاسم فأول أولاده صلى الله عليه وسلم، وبه كان يكنى، فيقال أبوالقاسم، وقد قال صلى الله عليه وسلم (تَسَمُّوا بِاسْمي ولا تَكَنّوا بِكُنْيَتِي)». وواصل إمام وخطيب المسجد الحرام، قائلاً: «صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر ذات يوم، ثم التفت إلى أصحابه فقال: وُلد الليلةَ لي غلامٌ سميته باسم أبي إبراهيم. فأخذ العلماء من هذا تسمية المولود في اليوم الأول، قال البيهقي تسمية المولود حين يولد أصح من الأحاديث في تسميته يوم السابع، نعم ذاك هو إبراهيم، أمه مارية القبطية المصرية، أهداها المقوقس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت بإبراهيم. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم». وفي المدينةالمنورة أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي، في خطبة أمس (الجمعة)، أن «استعجال المطالب والأماني صفة إنسانية وفطرة بشرية، وأنه من عظيم حلم الله وواسع رحمته جل وعلا أن استعجال البشر لا يغير قضاءه وقدره وأحكامه». وبيّن أن «العجلة المذمومة هي ما كان في غير طاعة، وهي من أسلحة الشيطان في نفس ابن آدم، عاقبتها الخسارة والندامة»، مشيراً إلى أن «أخطر صور الاستعجال المذموم على الإنسان إيثار العاجل على الآجل، والاستغراق في متع الحياة الدنيا والغفلة عن الآخرة».