اتهم رجل الدين العراقي مقتدى الصدر الحكومة ب «ترك الشعب يصارع الموت. وأوصلته إلى أزماته المختلفة»، وانتقد رئيس الوزراء حيدر العبادي، في كلمة أمام عشرات الآلاف من أنصاره الذين تظاهروا أمس وسط بغداد ضد الفساد وسوء إدارة الدولة. وطالبه ب «إجراء إصلاح جذري لا ترقيعي». وقال الصدر: «أنا اليوم بينكم لأعلن لكم بكل صراحة، أن الحكومة تركت شعبها يصارع الموت والخوف والجوع والبطالة والاحتلال، وأوصلته إلى أزمة أمنية خانقة واقتصادية مهلكة وخدمية متردية وسياسية متهالكة». وتوافد الآلاف من أنصار الصدر، الليلة قبل الماضية إلى بغداد، قادمين من المحافظات الجنوبية تلبية لدعوة زعيمهم إلى التظاهر احتجاجاً على الفساد وسوء إدارة الدولة، ما استدعى وزارتي الداخلية والدفاع إلى وضع قواتهما في حالة تأهب قصوى لحماية المتظاهرين، واتخذت إجراءات منها قطع كل الطرق المحيطة بساحة التحرير والجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء. وأكد الصدر أن «ما يحصل من أزمات حاليا هو بسبب ما خلفته الحكومة السابقة، لتصارع الحكومة الحالية كل هذا الكم الهائل من الأزمات الداخلية والخارجية». وحض الشعب على «الوقوف في وجه السلطة» وقال: «كفانا خضوعاً وخنوعاً وضعفاً، فلا فرق بين عراقي إسلامي أو مدني أو مسيحي أوغيره، وكذلك بين سني أو شيعي، الكل معني بهذا البلد الجريح الذي قضمته أفكاك الفاسدين»، وأكد أن «رئيس الحكومة حيدر العبادي على المحك فليسمعن، خصوصاً بعد أن انتفض الشعب ومازال وسيبقى منتفضاً، وبعد صوت المرجعية (الشيعية) وصوت الداخل والخارج ودعم إصلاحات الحكومة، وبعد أن مكناه من الإصلاحات لكنه توانى، اليوم هو ملزم بالإصلاح الجذري لا الترقيعي». وزاد: «نحن على أسوار المنطقة الخضراء، وغداً سيكون الشعب فيها، ليستعيد حقوقه من الظالمين والفاسدين، وأحذركم من صرخة المظلوم». وقال النائب كامل الزيدي من «ائتلاف دولة القانون» ل «الحياة»، إن «الجميع ينادي بمحاربة الفساد لكن لم نجد أحداً أمر وزراءه ومن بدرجة وزير أو وكيل أن يستقيل أو يجلس في بيته ويترك عمله حتى يتسنى للحكومة الإصلاح. إن من ينادي بالإصلاح من دون فعل جزءٌ من المشكلة». وتباينت قراءات المحللين لتظاهرة الصدر، وقال المحلل السياسي شريف الحداد إن «تظاهرات التحرير وخطبة السيد الصدر اليوم تتضمن دعماً واضحاً للعبادي وتأكيداً للتغيير الجوهري بقيادته».