دعت مصادر وزارية ونيابية لبنانية مواكبة للسجال الذي اندلع أخيراً بين القيادات المسيحية في قوى 14 آذار (رئيس حزب الكتاب أمين الجميل والقوات اللبنانية سمير جعجع) و «حزب الله» وحلفائه في شأن الاستراتيجية الدفاعية للبنان، ومن ضمنها سلاح الحزب الى الإفادة من قرار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تأجيل جلسة الحوار الوطني التي كانت مقررة في 3 حزيران (يونيو) الى 17 منه لإيجاد مناخ سياسي داعم لاستئناف الحوار بدلاً من أن تنتقل الحملات السياسية والإعلامية المتبادلة الى طاولة الحوار. ورأت المصادر أن التأجيل قد يعطي الفرصة لرئيس الجمهورية، بالتعاون مع الأطراف الرئيسين المشاركين في الحوار، للعمل من أجل تحقيق فك اشتباك بين القوى المتنازعة على الاستراتيجية الدفاعية، خصوصاً أن سليمان دخل طرفاً في السجال بقوله في مقابلة أجراها معه تلفزيون «المنار» التابع ل «حزب الله» ان لبنان» قيادة وشعباً ومقاومة وجيشاً سيكون في مواجهة إسرائيل إذا اعتدت عليه»، مؤكداً ان إسرائيل «باتت تحسب حساب قوة الردع اللبنانية قبل الإقدام على أي مغامرة». ومع أن أعضاء في مؤتمر الحوار كشفوا أمس ل «الحياة» أنهم لم يفاجأوا بقرار سليمان تأجيل الحوار، لأنهم كانوا على علم بذلك لسببين، الأول وجود رغبة في عدم إقحام الحوار في التداعيات السياسية والانقسامات المترتبة على نتائج الانتخابات البلدية التي شارفت على نهايتها ولم يبق إلا منطقة الشمال التي تستعد لخوضها غداً الأحد. والثاني وجود تضارب بين موعد الحوار ومواعيد أخرى لعدد من المشاركين فيه الذين قد يضطرون لمغادرة لبنان في 3 حزيران، إلا أنهم في المقابل لم يقللوا من حدة الأجواء السياسية الراهنة التي ستكون حاضرة بامتياز على الطاولة. ولفت هؤلاء الى أن سليمان يدخل طرفاً وللمرة الأولى في السجال في شأن الاستراتيجية الدفاعية وسلاح «حزب الله» على رغم انه أبدى وجهة نظره التي لن تلزم الآخرين الذين لديهم وجهات نظر أخرى متضاربة مع ما يقوله. واعتبر هؤلاء ان استمرار السجال ربما يكون الدافع لاختيار التوقيت المناسب لتأجيل الحوار الذي لا يمكن ان يعقد تحت وطأة الأجواء السياسية الساخنة فيما تركز البيانات الصادرة في نهاية جلسات الحوار على ضرورة التهدئة والحفاظ على سرية المداولات وعدم تسريبها الى الخارج. إلا أن تأجيل الحوار، من شأنه أن يعيد التركيز على متابعة نتائج المحادثات التي أجراها رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري (عاد أمس الى بيروت) مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وكبار المسؤولين في إدارته إضافة الى تلك التي شملت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وبطبيعة الحال فإن المواقف التي أعلنها الحريري في واشنطن ومن ثم خطابه أمام مجلس الأمن ستكون موضع تقويم داخلي يتخطاها الى مشاورات لبنانية – سورية، مع ان دمشق كما نقل عنها زوارها أبدت ارتياحها للأجواء العامة التي سادت محادثات الحريري في اميركا. وبالنسبة الى الانتخابات البلدية في الشمال التي يغلب عليها طابع المواجهة الساخنة ويختلط فيها الحابل بالنابل سواء، فانها تعيد تظهير الانقسام بين الشماليين الذي كان حاضراً في الانتخابات النيابية الأخيرة، وكذلك احتدام الصراع بين العائلات على المجالس البلدية التي تغطيها المعارك في كل أقضية الشمال ما عدا الائتلاف الذي تم التوصل اليه في طرابلس بدعم لائحة توافقية من نوابها وتيار «المستقبل» ورئيس الحكومة السابق عمر كرامي في مواجهة لائحة غير مكتملة يسعى من يؤيدها الى تسجيل موقف اعتراضي إضافة الى الدور الذي لعبه نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس في توفير الأجواء لفوز عشرة مجالس بلدية في عكار بالتزكية. وتدخل في سياق مشابه المعركة في تنورين كبرى بلدات قضاء البترون بعدما تعذر تشكيل لائحة منافسة للائحة التي رعاها النائب بطرس حرب، ولم يبق في الميدان إلا مرشح منفرد يجرى العمل على إقناعه بالانسحاب لتأمين التزكية. وشهدت ليلاً منطقة الكورة اشكالاً أمنياً بين «المردة» والقوات اللبنانية إدى إلى سقوط قتيل وجريح من أنصار سليمان فرنجية في بلدة ظهر العين. وتدخل الجيش وقام بمداهمات لملاحقة الفاعلين. الى ذلك شهدت طريق المطار في اتجاه السفارة الكويتية حركة احتجاج من قبل عشرات النساء والشبان والأطفال على الانقطاع المتمادي للكهرباء، وعمدوا عصراً الى قطع الطريق بالاتجاهين، بواسطة إطارات مشتعلة. وطالبوا ب «إصلاح المحطات المحروقة بفعل كثرة الاستهلاك بما يفوق قدرتها». وأجريت اتصالات لفتح الطريق.