معاناة استمرت نحو سبعة أعوام وما زالت. خلال تلك السنوات توقفت أحلام شاب في مقتبل العمر، وبات على شفير الهاوية جراء الوضع النفسي الذي يعيشه، فهو لم يتوقع أن تكون معاناته كبيرة إلى هذه الدرجة، وربما لم يتوقع أن مستشفيات تملك أحدث الأجهزة وأفضل الأطباء ستكون عاجزة عن علاجه وإنهاء مسلسل آلامه. هذه هي معاناة الشاب سلطان علي الأسمري منذ عام 1424ه، وذلك عقب تعرضه لحادثة مرورية مروعة في محافظة السليل التي تبعد عن الرياض نحو 500 كيلومتر، وتحديداً عندما كان متوجهاً مع زملائه من مدينة أبها إلى الرياض، إذ تسببت الحادثة في وفاة ثلاثة من زملائه ونجا عقب تعرضه لجروح وكسور ادخل بسببها الى مستشفى السليل العام ثم دخل في غيبوبة عقب ذلك. ويقول سلطان: «عقب الكشف عليّ تبين أن الحادثة تسببت في كسر في الفخذ الأيسر وكسر في الحوض، إضافة إلى كسور في اليد اليمنى وبعض الحروق في الأرجل من أثر حريق السيارة»، لافتاً إلى أنه مكث في مستشفى السليل نحو ثلاثة أيام ثم نقل بالإسعاف إلى مستشفى خميس مشيط المدني. ويضيف: «فور وصولي إلى مستشفى خميس مشيط أدخلت إلى قسم العناية المركزة وبقيت فيها نحو شهر وتم إجراء جراحة في الفخذ الأيسر أثناء الغيبوبة»، مؤكداً انه بعد ذلك تم تحويله إلى قسم التنويم في المستشفى وعمل له جراحات عدة في الأرجل مكث بسببها في المستشفى أكثر من ثلاثة أشهر ثم خرج الى المنزل. ويضيف: «فشل الجراحة التي أجريت في الفخذ اضطرني إلى متابعة العلاج في مستشفى القوات المسلحة بالرياض، وهناك أجريت لي الكشوفات الطبية والفحوص اللازمة، وتم إقرار جراحة أخرى في الفخذ الأيسر، وتم كسر الرجل مرة أخرى لازالة السيخ النخاعي القديم وتركيب آخر جديد مثبت وبقيت في المستشفى شهراً كاملاً». ويتابع: «أصبحت قادراً على المشي ولكن ليس بالشكل الصحيح بسبب أن الفخذ الأيسر أقصر من الأيمن بنحو 6 سنتيمترات، ما جعلني أتجه إلى مستشفى الشميسي الذي قرر أطباؤه إجراء جراحة ومن ثم متابعة الحالة في المستشفى العسكري، وفي أثناء ذلك حضرت الى المستشفى طبيبة ألمانية زائرة وقررت إجراء هذه الجراحة في ألمانيا نظراً لقصر الفخذ ووجود احتكاك في عظمة الحوض الأيسر، حيث ان ذلك قد يؤدي إلى ميلان عام في الجسم وتهالك العمود الفقري لا سمح الله». ويلفت الأسمري إلى أنه أرسل أكثر من برقية إلى المسؤولين في وزارة الصحة لإكمال علاجه سواء داخل البلاد أو خارجها، إلا أن الأمر بقي كما هو، على رغم أن معظم تلك المعاملات أحيلت إلى الهيئة الطبية في منطقة الرياض ومنطقة عسير، موضحاً أن ما أجبره على إرسال تلك البرقيات هو اعتذار مستشفى القوات المسلحة عن علاجه. وتساءل المريض عن الحل، خصوصاً أنه وصل إلى طريق مسدود عقب إجراء أكثر من جراحة في أكثر من مستشفى ولم يتم أي تحسن للحالة، اضافة الى انه عندما يتم إجراء أي جراحة يحدث بعدها مضاعفات. ويأمل الأسمري من المسؤولين العمل سريعاً على علاجه في ألمانيا التي يتوافر فيها علاج لحالته، خصوصاً بعد أن أصبح من الصعب علاجها داخلياً، مؤكداً أن لديه موافقة من المستشفى المتخصص في حالته في ألمانيا وموقع على ذلك من السفارة السعودية هناك، «عدم قدرتي على توفير تكاليف الجراحة التي تقدر بنحو 100 ألف ريال أعاقني عن متابعة العلاج».