طالما تمنّيت أن يتأهّل منتخبنا السعودي لكأس العالم في جنوب أفريقيا، ولكن قدّر الله وما شاء فعل، وها نحن نتابع منتخبنا الوطني وهو يخوض ودّياته مع بعض المنتخبات العالمية لبطولة سيخوضها بعد أكثر من ستة أشهر. وأنا هنا لن أنتقد معسكر المنتخب بذاته، ولكنني أتساءل عن الخطّة الموضوعة لتجهيز منتخبنا للبطولات المقبلة. هل هناك مشاركة في بطولة مصغّرة؟! أم أن المنتخب سيعسكر بالتقسيط؟! أم أننا سننتظر كأس العالم لينتهي ومن ثم سنذهب للبحث عمن نحتك معه لنجهز لبطولاتنا المقبلة؟! أم ماذا؟! هل هذا المعسكر أو المعسكرات، هي تجربة للعناصر؟! أم هي تجربة للجهاز الفنّي؟! أم هي تسخين لصحافتنا الرياضية لتجهز للموسم المقبل والمسابقات المقبلة للمنتخب؟! أتعمّد أن أسأل بهذه الطريقة المزعجة البدائية، لأنني أحتاج أن أبدأ من الصفر بكل ولكل ما يخص منتخبنا السعودي الذي خذلنا كسعوديين في جميع المسابقات القارية والإقليمية والعالمية التي خاضها أخيراً، ولأنني سعودي، ولي حق المواطنة والغيرة على سمعة ومستقبل منتخبي الوطني، فمن حقّي أن أفهم ما يجري وما سيجري لمنتخب وطني عريق مثل المنتخب السعودي. غداً سيلعب منتخبنا السعودي أمام أحد أفضل منتخبات العالم إن لم يكن أفضلها على الإطلاق. المنتخب الإسباني، الذي من عادته ألّا يرحم منافسيه، لا في مباريات رسمية ولا ودية. ولو خاض منتخبنا مباراة الغد مثلما خاض مباراته الودية السابقة أمام المنتخب النيجيري، فسيخرج من اللقاء بنتيجة قاسية، وقد تكون تاريخية، وسنسمع أسطوانة «إنها مباراة تجريبية للوقوف على مستوى عناصر المنتخب»، عبارة من المستحيل أن يستخدمها مسؤولو ولاعبو المنتخب الإسباني، حتّى لو تعادلوا مع منتخبنا، وليس فقط لو خسروا..، وهذا شبه مستحيل على أية حال. أنا هنا لا أطالب بفوز منتخبنا على المنتخب الإسباني القوي جداً بنتيجة كبيرة، أو حتّى صغيرة، ولكنني أطالب بنسيان كلمة «مباراة تجريبية» وتذكر أن اسم وسمعة وتاريخ منتخبنا الوطني لا زالت وستظل أمراً مهماً يجب الحفاظ عليه من الجميع، سواء أكانت لقاءات ودية أم رسمية. ولا بد من استغلال مثل هذه اللقاءات لرفع الروح المعنوية للوسط الرياضي السعودي بشكل عام، وذلك عن طريق تقديم مستويات مشرفة تعيد الثقة للاعبينا وجماهيرنا الرياضية. لن ننسى إخفاقاتنا طالما نحن لا ننجز، ولن ننجز طالما نحن نتملق بالتجريب والتجريب والتجريب! ويا ليت مدير منتخباتنا الوطنية ينشر لنا الخطة العامة للمنتخب من الآن، حتّى يحين خوض أول بطولة رسمية له. نريد أن نعرف ونناقش وننقد.. [email protected]