كشف تنظيم «القاعدة» في اليمن أمس أن المطلوب رقم 53 في قائمة ال85 مطلوباً عثمان الغامدي، الذي سبق أن استعادته السلطات السعودية من سجن القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو أضحى يتولى منصباً قيادياً في التنظيم، إذ ظهر في مقطع مرئي (فيديو) يتحدث عن قصف القوات الأميركية في مناطق الفتن والصراعات. وظهر القيادي الغامدي وهو يرتدي الزي العسكري، ودونت تحت اسمه صفة «القائد». وذكر في المقطع أن «المقاتلات الأميركية كانت تقصف إخواننا في أفغانستان، والعراق وباكستان حتى هذه اللحظة»، مشيراً إلى أن «الحملة لا تزال مستمرة في اليمن، وكان آخرها القصف بالطيران على قبائل عبيدة في مأرب». ولم يحدّد التنظيم الدور القيادي الذي يتولاه الغامدي، وهو مخالف لتقسيم الأدوار التي أعلنتها «القاعدة في جزيرة العرب» حين عينت المطلوب اليمني قاسم الريمي قائداً عسكرياً للتنظيم، و «التائب» محمد العوفي الذي سلم نفسه للسلطات السعودية قائداً ميدانياً. وكان مثيراً للانتباه أن الغامدي ظهر في زي عسكري مماثل للذي ارتداه العوفي بعد تعيينه المشار إليه. وكانت السلطات السعودية استعادت عثمان الغامدي من سجن غوانتانامو في عام 2006، بعدما اعتقلته في أفغانستان وهو يحارب القوات الأميركية في عام 2002. وخضع للتحقيق الأمني معه في الرياض بعد استعادته، ثم أدرج ضمن عدد من العائدين في برنامج الأمير محمد بن نايف للرعاية والمناصحة، وسهلت الجهات الأمنية زواجه، إلا أنه تسلل إلى اليمن بعد مرور عام على زواجه. وذكر والد الغامدي في وقتٍ سابق ل«الحياة» أنه لا يرضى عن هذا التصرف من ابنه ولا يقبل به، مشيراً إلى أنه لم يلحظ على عثمان ما ينذر بشرًّ أو سوء منذ إطلاقه من سجن الحائر. وأضاف: «كان ابني مستقراً مع زوجته، ورزق منها بطفل، وبدأ العمل سائقاً لشاحنة ينقل بها الماء»، وعلاقاته واتصالاته محدودة وفي أضيق نطاق داخل القرية ومع أبناء عمومته وجماعة المسجد». كما عرض المقطع المرئي الذي تجاوزت مدته 54 دقيقة، أدواراً لثلاثة عناصر في التنظيم قتلوا في اليمن، وهم محمد العولقي، الذي قتل في غارة جوية في أبين أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وقائد تنظيم شبوة اليمني عبدالله المحضار الذي قتل في اشتباك مسلح، ومحمد الكازمي (38 عاماً)، وهو أحد المقاتلين في أفغانستان سابقاً، وقتل مع آخرين في غارة جوية على أبين.