عرض الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو على روسيا اليوم (الثلثاء) مبادلة جنديين روسيين قبض عليهما في شرق أوكرانيا الانفصالي بقائدة الطائرة الأوكرانية ناديا سافشينكو التي حكمت عليها محكمة روسية بالسجن 22 عاماً. وقال بوروشينكو في بيان نشر على موقع الرئاسة بُعيد صدور الحكم على قائدة الطائرة «أنا على استعداد لأن أعيد إلى روسيا الجنديين الروسيين المسجونين في بلادنا بسبب مشاركتهما في العدوان العسكري على أوكرانيا». وكانت أوكرانيا أعلنت في وقت سابق أنها قد تعرض مبادلة قائدة الطائرة بالجنديين الروسيين اللذين اتهما بالقتال الى جانب التمرد ضد الجيش الأوكراني. وتتواصل حالياً في كييف محاكمة الجنديين يفغيني ايروفييف والكسندر الكساندروف اللذين تعتبرهما كييف عميلين للاستخبارات العسكرية الروسية على رغم نفي موسكو. وأضاف بوروشينكو: «سأكون، فور انتهاء محاكمتهما، مستعداً لتأمين عودتهما الى روسيا». وقال: «أثق أن جهودنا المشتركة ستتكلل بالنجاح، وبأن ناديا سافتشينكو ستعود إلى بلادها، حيث ننتظرها جميعاً». وأكد الرئيس الأوكراني أيضاً أن «أوكرانيا لن تعترف أبداً، وأشدد على هذا الأمر، أبداً، لا بهذه المحاكمة الهزلية، ولا بما يسمى حكماً تؤكد عبثيته وقسوته عودة القضاء الروسي الى حقبة ستالين». وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وعد «ببذل كل ما في وسعه» لإعادة قائدة الطائرة الى بلادها، ودعت البلدان الغربية مراراً إلى الافراج عنها. وحكم القضاء الروسي على قائدة الطائرة الأوكرانية بالسجن 22 عاماً في ختام محاكمتها بعد إدانتها بكل التهم الموجهة إليها، وخصوصاً التآمر لقتل صحافيين روسيين شرق أوكرانيا. وقال محامي سافتشينكو، نيكولاي بولوزوف «دينت بكل التهم»، وخصوصاً التآمر لقتل الصحافيين اللذين كانا يعملان في التلفزيون الرسمي الروسي إيغور كورنليوك وأنطون فولوشين في 17 حزيران (يونيو) العام 2014 في لوغانسك. وأعلن قاضي محكمة مدينة دونيتسك الصغيرة القريبة من الحدود الأوكرانية أن «الحكم النهائي تحدد بحرمانها من حريتها 22 عاماً». وكانت النيابة العامة الروسية طلبت إنزال عقوبة السجن 23 عاماً بقائدة المروحية التي تبلغ الرابعة والثلاثين من العمر. وبذلك انتهت الأشهر الستة التي استغرقتها محاكمة سافتشينكوالتي باتت في نظر الأوكرانيين رمزاً لمقاومة روسيا، بفوضى شاملة، لأن سافتشينكو قامت بإنشاد أغنية تقليدية أوكرانية، وغطى صوتها على صوت القاضي. وحكم على سافتشينكو أيضاً بدفع غرامة قيمتها 30 ألف روبل (390 يورو)، لأنها «اجتازت من طريق غير قانونية الحدود مع روسيا» إذ تم اعتقالها، بحسب ما ذكرت المحكمة. وتؤكد قائدة الطائرة التي ترفض جملةً وتفصيلاً التهم الموجهة إليها بأن متمردين موالين لروسيا اعتقلوها قبل أن يلقى الصحافيان مصرعهما ثم سلموها الى روسيا. ودعا أحد محامي قائدة الطائرة، مارك فيجين على الفور، في دعوة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى تنظيم «تظاهرات سلمية» احتجاجاً على «الحكم الظالم».