شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على ضرورة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين لتحقيق السلام، وأبدى ارتياحه لوجود «تفهم فعلي» لدى الدول الكبرى لخطورة حصول إيران على سلاح نووي بالنسبة إلى الأمن في العالم. وقال نتانياهو عقب مأدبة غداء أقامها على شرفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه في باريس أمس، إنه وساركوزي الذي وصفه ب «الصديق القريب» تناولا «دفع السلام وضمان الأمن في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أنه سيتناول هذه المواضيع نفسها في واشنطن. وكان نتانياهو وصل إلى باريس للمشاركة في اجتماع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي انضمت إسرائيل إلى عضويتها أخيراً، قبل توجهه إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما. ورأى أنه «لا بد من الانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى التفاوض المباشر، لأن القضايا الخلافية مع الفلسطينيين لا يمكن تسويتها إلا إذا جلسنا معاً». وقال إن «من الصعب تصور سلام بين شعبين عليهما أن يعيشا جنباً إلى جنب إذا لم يتحدثا معاً، ومن المعروف تقريباً أن التوصل إلى سلام بين طرفين يقتضي بأن يتحدث كل منهما إلى الآخر، لأن هذا ينطوي على أهمية رمزية جوهرية». وأضاف: «لا يمكن إنهاء مفاوضات سلام إذا لم نبدأها، ونحن الآن نقوم بمفاوضات غير مباشرة ونريد الانتقال إلى مفاوضات مباشرة». وأشار إلى أن ساركوزي ناقش معه «بعض الأساليب التي يمكن لفرنسا عبرها أن تساعد في تسريع المفاوضات»، رافضاً كشف هذه الأفكار. وحمّل الجانب الفلسطيني مسؤولية تأخر المفاوضات، قائلاً إنه دعا منذ اليوم الأول لتشكيل حكومته إلى معاودة التفاوض، وأن مئات الحواجز ونقاط التفتيش أزيلت في الضفة الغربية لتحسين الوضع الاقتصادي، كما «أقدمنا على خطوة غير مسبوقة تمثلت بإعلان تجميد البناء» الاستيطاني. وزعم أن «إسرائيل لم تتلق أي تجاوب مماثل من الفلسطينيين، بل حاولوا عرقلة انضمامها إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، كما سمعت دعوات إلى طرد إسرائيل من الأممالمتحدة... الفلسطينيون رفضوا أي تفاوض على مدى عام، وهم الآن يضعون شروطاً لبدء المفاوضات المباشرة». وأشار إلى أن ساركوزي أطلعه على «المساعي الجارية لتشديد العقوبات على إيران... وكان الرئيس الفرنسي واضحاً جداً في ما يخص ضرورة الحؤول دون حصول إيران على سلاح نووي». ورفض نتانياهو الرد على سؤال عن احتمال تعرض إيران لضربة عسكرية، قائلاً: «أعتقد أن هناك تفهماً فعلياً من قبل الدول الكبرى في العالم لكون حصول إيران على سلاح نووي خطراً بالغاً على السلام العالمي، وليس فقط في الشرق الأوسط وإسرائيل». وكان نتانياهو قال في حديث إلى صحيفة «لو فيغارو» إن إيران و «حزب الله» اللبناني «حاولا تصعيد التوتر على حدود إسرائيل وإقناع سورية بهجوم إسرائيلي وشيك، لكن هذا كله كان مجرد سيناريو، إذ أن هدفنا هو السلام مع كل جيراننا بما في ذلك سورية ولبنان». لكنه اتهم طهران وسورية بالاستمرار في تزويد «حزب الله» بالسلاح، «ما يشكل عنصراً مزعزعاً للاستقرار». وحين سُئل عن التسوية مع سورية، اعتبر أن «المشكلة هي أن سورية تريد إنهاء المفاوضات حتى قبل أن تبدأ».