تبدّل دور الفنانة اللبنانية ماغي بو غصن من الاشتباك مع امرأة أخرى من أجل زوجها وحبيبها في مسلسل «24 قيراط» (كتابة ريم حنّا وإخراج الليث حجّو) الموسم الماضي، إلى أن تصبح هي موضع الصراع في مثلث آخر من الحب بين الفنّانين السوريين قيس الشيخ نجيب ومكسيم خليل في «يا ريت». كما تخوض بو غصن أيضاً العلاقة الدرامية الثلاثية هذا الموسم مع الشيخ نجيب، إلى جانب الفنّان اللبناني باسم مغنية في ثلاثية «ليه يا بحر» في «مدرسة الحب» (إخراج صفوان نعمو). وتتكرر كذلك لعبة المثلثات في وقت متقارب مع مخرج العمل فيليب أسمر مباشرة بعد «قصة حب» (كتابة نادين جابر)، فيعود إلى شراكته مع الكاتبة كلوديا مارشيليان في العمل ال16 بينهما، لتدور عدسته حالياً في منطقة برمانا اللبنانية على أن تنتقل لاحقاً إلى عاصمة أوروبية (على الأرجح لندن)، لتصوير المسلسل الذي تنتجه «إيغل فيلمز»، ويضم في البطولة الفنّانين باميلا الكيك وجوزيف بو نصار ونهلة داوود ومنى واصف وآخرين، على أن يعرض العمل المؤلف من ثلاثين حلقة خلال شهر رمضان على شاشة «أو أس أن». وتؤكد مارشيليان ل«الحياة» أن العمل يبتعد عن «الكليشيهات» في محاولة لتقديم عمل جريء وحوار واقعي يضيء على التعايش بين السوريين واللبنانيين في لبنان من خلال عدد من قصص الصداقة والحب والخيانة، لافتةً إلى أنها «للمرة الأولى تكتب كل هذا الكمّ من المشاعر والأحاسيس الممزوجة مع الأحداث، إضافة إلى واقعنا الذي يظهر الاختلاط الكبير بين اللبنانيين والسوريين». وتوضح أكثر وجود الخط السوري في «العمل المشترك»، قائلةً إن القصة تجري بين ثلاثة خطوط درامية رئيسة، عائلة سورية نزحت إلى لبنان بعد الأزمة، عائلة لبنانية صغيرة، والأصدقاء الثلاثة ماغي ومكسيم وقيس، الذين يعيشون في أوروبا ويعودون إلى لبنان لسبب ما، «لتتشابك الخطوط الثلاثة في نص أكتب فيه للمرّة الأولى عن واقعنا الذي يظهر الاختلاط الكبير بين اللبنانيين والسوريين». وتشدّد بو غصن ل«الحياة» على أن «يا ريت» بعيد عن الزاوية الضيقة للتصنيفات الدائرة حول «البطل والبطلة وما بينهما»، إذ أن «لكل شخصية في العمل قصتها الخاصة التي تتشابك مع الشخصيات الأخرى». وتعبّر عن سعادتها في التجربة الجديدة القائمة بدور «جنى» على «العفوية في الأداء»، لافتةً إلى أن «المكياج والشكل لا يصنعان ممثلاً». ويلفت الشيخ نجيب في حديثه ل«الحياة» إلى أنه اختار العمل بسبب «التوليفة بين الممثلين، والقصة الجميلة إذ أحسست أنها تلمس واقعنا في شكل أو آخر، ونحن نعيشه كسوريين من ناحية تأثير الاختلاط بين المجتمعين السوري واللبناني»، مشيراً إلى «حساسية النص ودقته التي تستدعي تجانساً فوق العادة بين الممثلين بسبب تركيبة المكان والزمان في السيناريو». ويحذر في الوقت عينه من الوقوع في فخ المبالغة في تظهير الإعلام للخط السوري في العمل فهو «ليس أبداً التغريبة السورية»، كاشفاً بعض تفاصيل دوره: «أؤدي شخصية «رامي»، طبيب أربعيني يعيش في الاغتراب، يضطر للمجيء إلى بيروت بسبب حبيبته وظروف عائلته وقدوم أخيه إلى لبنان». ويوافق مكسيم خليل زميله على ملامسة النص الجانب السوري. ويقول ل«الحياة»: «النص لامسني، قريب جداً من الشارع ومن الناس»، لكنه يلفت من جهة أخرى إلى أن الشاشات بسبب الظروف وتحكم رأس المال السياسي بها، لا تتقبل في الشأن السوري بإظهار الفعل الأساس، بل تكتفي برد الفعل، مضيفاً: «مثلاً لا نرى النزوح السوري كيف حصل، بل نرى النتيجة فقط». ورداً على سؤال ل»الحياة» حول مدى قدرة «يا ريت» على ملامسة الواقع اللبناني الذي غالباً ما تغيب عنه «الأعمال المشتركة»، أجاب الممثل اللبناني جوزيف بو نصار: «دعني أطمئن المشاهد، العمل يطرح مواضيع مهمة وحساسة جداً، منها الإنساني والاجتماعي وحتى السياسي غير المباشر، مثلاً شخصيتي فيه ترتبط بقضية تفكك الأسرة في لبنان والعالم العربي، والتي يعالجها النص بطريقة ذكية وعميقة ومترابطة».