بحث أكاديميون سعوديون وأجانب أمس، إمكان نقل تجربة «المباني الذكية» إلى المدن السعودية، لما توفره من حلول بيئية، وتساهم في خفض الاحتباس الحراري، إذ توفر في مجال الطاقة بنسبة 80 في المئة من إجمالي الطاقة المستهلكة من دون تطبيقاتها، فيما توفر نحو 90 في المئة من المياه. ونظم قسم علوم وتقنية البناء في كلية العمارة والتخطيط في جامعة الدمام أمس، «ملتقى ومعرض يوم هندسة البناء الثاني»، تحت عنوان «المباني الذكية»، الذي افتتحه مدير الجامعة الدكتور عبدالله الربيش، بحضور القنصل الأمريكي في الظهران جوزيف كيني. ويصاحب الملتقى والمعرض الذي يستمر يومين، ندوات ومحاضرات، يقدمها متحدثون من خارج المملكة وداخلها، إضافة إلى معرض تعرض فيه مشاريع وتقنيات حديثة في مجال البناء والعمران، التي تساهم في تفعيل مفهوم المباني الذكية في القطاع العمراني. وأوضح رئيس القسم الدكتور هاشم الصالح، أن «مفهوم المباني الذكية ليس فقط الارتقاء في وظيفة وأداء هذه المباني، فهناك جانب آخر ومهم وهو ترشيد استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، فما هو متاح اليوم من تقنية وأنظمة للتحكم في إضاءة المباني يمكننا من توفير نحو 80 في المئة من الطاقة المستخدمة في العادة، لإضاءة المباني التقليدية. أما في مجال التبريد والتسخين فإن المباني الذكية تستهلك طاقة بما لا يقل عن 30 في المئة من الطاقة المستهلكة في المباني التقليدية، وتساعد في تقليل استهلاك المياه بنسب تصل إلى 90 في المئة، فهي تقدم فرص حقيقية للتقليل من استهلال الطاقة في المباني»، مضيفاً أن «هذه المساهمة الملموسة سيكون لها دور كبير في إنجاح الجهود الرامية للمحافظة على البيئة، ومساعدة الإنسان في محاولاته للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري والمشاكل البيئية الأخرى، والترشيد في استهلاك الطاقة، والحفاظ على مصادرها، وتشجيع الإنسان في الاعتماد على المصادر المتجددة». وذكر عميد كلية العمارة والتخطيط الدكتور علي القرني، أن اختيار موضوع المباني الذكية، جاء «استشعاراً للحالة المتسارعة في تقنية البناء، إذ أصبحت مواد البناء ذكية، وبات بمقدور المباني أن تتعامل مع محيطها، وتتحسس عواملها الخارجية، ففي البرد تحتفظ بالحرارة الداخلية، وفي الحر تمنع وصولها إلى الداخل، وأصبح الزجاج يتعامل مع شدة الوهج، فيزداد دكانة وينخفض، ليحافظ على الأجواء، كما هو مرتب له، بل يمكن للزجاج أن ينظف نفسه بنفسه، فلا سنادات معلقة على أوجه المباني الطويلة، ولا سقوط للعمال من تلك المسافات الشاهقة، بل أصبح بمقدور المبنى أو جزء منه، الدوران مع دورة الشمس اليومية، ليستفيد من شعاعها، أو يتقيه. وقد تمسي بعض المنشآت ولا تصبح في مكانها». واعتبر مدير الجامعة في كلمته، اللقاء «فرصة سانحة لتبادل المعارف ونقل التجارب والخبرات بين الجهات المشاركة». وقال: «إن النهضة الشاملة التي تعم البلاد، وبخاصة في التشييد والبناء، وما يتطلبه ذلك من التواصل للتفاعل مع المتغيرات والمستجدات، وما يتولد عنه من متطلبات واحتياجات في مجال تقنية البناء، يحتم على مؤسسات التعليم العالي التفاعل الإيجابي والمشاركة المؤثرة في هذا الحراك»، مضيفاً أن «كلية العمارة والتخطيط قادرة على التفاعل الإيجابي مع متغيرات العصر، والاستجابة لمتطلبات التنمية الحقيقة، فهي أول كلية للعمارة والتخطيط في المملكة، وهي مؤهلة لقيادة وإحداث التغيير المطلوب»، مستشهداً في هذا الصدد بالعقود التي تم توقيعها أخيراً، مع بعض الأجهزة والوزارات، «لإعداد الدارسات وتقديم الاستشارات».