حالة من السخط والتذمر ترمي بشررها على مسلسل «أوراق الحب»، بعد مضي أسبوعين فقط من عرضه على تلفزيون أبو ظبي...إذ انتقد إعلاميون وممثلون ومواطنون إماراتيون قصة المسلسل، واعتبروا أنها تسيء لهم ولثقافتهموتصورهم على أنهم بلا أخلاق ولا قيم، ورأى بعضهم أن إطلاق وصف «عمل محلي» على المسلسل مجافٍ للحقيقة، كون غالبية المشاركين من أقطار خليجية وعربية مختلفة، ويتحدثون اللهجة الإماراتية بلسان معوج. ولم يترك الكاتب الإماراتي حبيب الصايغ، نافذة قصور (حتى ولو صغيرة) إلا مرّ من خلالها، وحاول تعريتها: «أوراق الحب خلطة عجيبة وضعت قسراً لتشكل في النهاية مسلسلاً يحكي قصة حب، والمسلسل يحاول في كل حركة وسكون إثبات انه إماراتي فلا يستطيع. كوكتيل اللهجات يفضحه، وصيرورة الحكاية تفضحه، ومحاولة خلق واقع افتراضي وتقديمه باعتباره واقعاً إماراتياً تفضحه»، وذهب إلى ابعد وأقسى من ذلك بقوله: «الممثلون من بلاد عربية وخليجية عدة. البعض يتقن اللهجة، والبعض لا يتقنها، فيكون اللجوء إلى استخدام بعض المفردات المحلية وهذا ليس حلاً، بل إنه تشويه، والمسلسل يقدم منذ بدايات حلقاته أنموذجاً إماراتياً سيئاً، فلم نر في الواقع المعاش شاباً إماراتياً يحاول القيام بعملية نصب على مواطن عربي في لندن، كما يقدم نظرة المجتمع في الإمارات إلى المرأة العاملة على غير صورتها الطبيعية: أهل المرأة المواطنة يعادونها ويقاطعونها لأنها تعمل وتختلط بالرجال، بل إن خطبة ابنتها تتعثر للسبب ذاته. إنها دراما بسيطة وساذجة وهشة يطغى عليها تصوير الأماكن الأنيقة داخل رؤية تفهم أناقة المكان في نطاق ضيق، وهي دراما لا تتناسب أبداً مع نهضة الإمارات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية». فيما تمنت الفنانة الإماراتية موزة المزروعي في أحاديث إعلامية وقف عرض العمل، معللة ذلك بأن «التشويه والمغالطات الكثيرة التي يحملها المسلسل خطر على الذوق العام وتكوين النشء بصفة خاصة»... ولفتت إلى وجود مقومات عدة تدعم حالة الرفض العامة التي يواجهها المسلسل، منها تزييف الواقع في كثير من محاوره الأساسية، «وتصوير الحياة منفتحة وخالية من ضوابط أخلاقية مرفوضة على أنها ظاهرة بين بناتنا، وبشكل خاص في مجتمع الجامعة وخارج حدود الوطن، كما أنني لا أجد مبرراً مقنعاً لإصرار كاتب العمل على الزج بشخصية إماراتية تقوم بجريمة سرقة في لندن». وعجت منتديات إماراتية على الانترنت وأجهزة «البلاك بيري» بمطالبات لوقف عرض المسلسل، لأن فيه تعدياً صريحاً على سمعة المجتمع الإماراتي المحافظ وقفزاً على الحقائق وتضخيماً للأمور الصغيرة، وكتبت إحداهن: «الحب الذي تجسده ميساء مغربي ليس منا ولا نحن منه»، وأشارت أخرى إلى أن العمل «كتب بنص أردني مخلجن، ولا يحمل أي إيحاء بأنه إماراتي سواء من حيث اللهجة أم المحتوى»، واستغرب آخر من وصف العمل بالإماراتي لمجرد أن جهة الإنتاج هي شركة إماراتية، وكتب: «كان بالإمكان تسميته مسلسلاً عربياً ولن يقلل ذلك من قيمته». وسبق لميساء مغربي (بطلة المسلسل) أن واجهت نقداً مماثلاً قبل خمسة أعوام، في أعقاب ظهورها في الجزء الأول من مسلسل «أسوار»، والذي جسدت فيه دور فتاة سعودية تمارس الرذيلة مع سائق العائلة الآسيوي، وطاولتها وزميلها حسن عسيري (منتج المسلسل وأحد أبطاله) حملات انتقاد شرسة، مشابهة للتي تتعرض لها الآن، إذ رأى سعوديون حينها أن العمل مجاف للواقع، ويسيء للمجتمع، ويحشر سيداته في إطار «قبيح».