أبدت موسكو استغرابها بسبب نصب صواريخ أميركية من طراز «باتريوت» في بولندا، واتهم خبراء في موسكو «أطرافاً أميركية بمحاولة عرقلة تطوير العلاقات بين البلدين». وقال ناطق باسم الخارجية الروسية أن نصب أنظمة «باتريوت» الصاروخية الأميركية في بولندا «لا يساهم في تعزيز الأمن العام وزيادة الثقة وترسيخ الوضوح في شأن احتمالات تطور الأوضاع المستقبلية في المنطقة». وشدد على أن موسكو «لا تفهم المنطق الذي تتبعه الولاياتالمتحدة في التعاون مع بولندا في هذا المجال»، مشيراً إلى أن روسيا طرحت أسئلة في هذا الخصوص على الجانبين الأميركي والبولندي ولم تحصل على أجوبة منهما. ولفتت مصادر روسية إلى أن «الأسئلة الروسية المطروحة» تعلقت بجدوى نشر هذه الصواريخ على مقربة من الحدود الروسية وأن موسكو طلبت توضيحات للموقف. وبحسب الخارجية الروسية فإن «الجانب الروسي تقدم ببراهين تؤكد ضرورة إبعاد موقع النصب الموقت لأنظمة باتريوت عن الحدود الروسية، لكن للأسف، لم يستجب الأميركيون والبولنديون للحجج التي تقدمنا بها». وكانت أول بطارية من الصواريخ الأميركية من طراز «باتريوت» وصلت إلى قاعدة عسكرية أميركية تقع في مدينة مورونغ البولندية التي تبعد 80 كيلومتراً عن إقليم كالينينغراد الروسي، وتعد هذه القاعدة أول مركز تواجد عسكري أجنبي في بولندا بعد انسحاب القوات السوفياتية من هذا البلد. وكان قرار نصب صواريخ «باتريوت» في بولندا اتخذ في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وعلى رغم أن الإدارة الجديدة تراجعت عن خطة لنشر درع صاروخية أميركية في شرق أوروبا، لكنها لم تتخلَ عن إقامة قاعدة عسكرية في بولندا ونشر صواريخ «باتريوت» فيها. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب عن استغرابه من الإصرار على نشر الصواريخ وعلق: «لماذا يفعلون ما يوحي بأن بولندا تحصن نفسها ضد روسيا»؟