انهارت أسواق الأسهم العالمية، بما فيها السعودية، أمس (الثلثاء)، بعدما تعاظم تهديد أزمة الديون السيادية في أوروبا بإحداث ركود ووأد الآمال بانتعاش الاقتصاد العالمي من مضاعفات الأزمة المالية العالمية. وقال خبراء أسواق المال إن انحدار مؤشرات البورصات العالمية الكبرى نجم أمس عن تنامي المخاوف على اقتصاد منطقة اليورو، خصوصاً إسبانيا، فضلاً عن القلق من شبح مواجهة محتملة بين شطري كوريا. وفي الرياض اكتست شاشة مؤشر السوق السعودية باللون الأحمر منذ بدء جلسة التداول، لينتهي عند الإغلاق محققاً خسارة نسبتها 6.75 في المئة، هي الأعلى منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2008. وأعاد «الثلثاء الأسود» في الرياض أمس إلى الأذهان انهيار الأسعار في نهاية شباط (فبراير) 2006. وأنهى مؤشر السوق السعودية تعاملاته عند مستوى 5760.33 نقطة، خاسراً 417 نقطة، نسبتها 6.75 في المئة، وهي أعلى خسارة للمؤشر في آخر 19 شهراً، منذ نهاية تعاملات 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2008 حين فقد المؤشر 7.03 في المئة من قيمته. وتبخرت مكاسب السوق التي حققتها خلال الأشهر التسعة الأخيرة أمس، ما كبّد المستثمرين خسائر باهظة، وأسهم تدافُع المتعاملين إلى البيع في زيادة حدة الهبوط، إذ تزايد قلقهم من استمرار تراجع الأسعار ل5 جلسات متتالية، بقيادة سهم «سابك» الذي دفع أسهم السوق إلى «المنطقة السالبة»، لتخسر السوق 85 بليون ريال، وتهبط قيمتها السوقية إلى 1.12 تريليون ريال. ووصف محللون ماليون واقتصاديون تحدثت إليهم «الحياة» وضع السوق بأنه «خارج التقييم الفني»، وحملوا المضاربين الجانب الأكبر من مسؤولية الهبوط، واستغربوا في الوقت ذاته هذا التراجع الذي وصفوه بأنه غير مبرر. كما انتقدوا «صمت» هيئة السوق المالية تجاه الوضع الراهن، مشيرين إلى أن هناك محافظ كبيرة تدير السوق وتدفعها إلى الاتجاه الذي تريده، مرجحين أن يكون صمت الهيئة «ناتجاً عن وجود مشكلة كبيرة في السوق لا يعلمها المتداول العادي، قد تدفع إلى مزيد من الخسائر»، وطالبوا مسؤولي الهيئة بالعمل على ما اعتبروه «تلاعباً» في السوق. سوق الأسهم «تنهار»... وشاشة التداول تكتسي ب «الأحمر الداكن»