باتت أيام مادة «التربية الوطنية» التي تم اعتمادها قبل أكثر من 15 عاماً، معدودة. إذ تستعد وزارة التربية والتعليم، بدءاً من العام الدراسي المقبل، إلى إحالتها إلى التقاعد، على رغم عمرها القصير، إذ أعلنت الوزارة أنها ستطبق اعتباراً من العام المقبل، تدريس المنهج الجديد «العلوم الاجتماعية والوطنية»، لطلاب الصفوف الرابع الابتدائي، والأول المتوسط. وشرعت في تنفيذ ورش عمل للمشرفين والمعلمين الذين سيقومون بتدريس هذا المنهج. وكشف رئيس قسم الاجتماعيات في وزارة التربية والتعليم ياسر بخاري، أن الوزارة «أقرت تدريس هذا المنهج على ثلاث مراحل، خصصت الأولى للصفين الرابع الابتدائي والأول المتوسط، والثانية للخامس الابتدائي والثاني المتوسط، والثالثة للسادس الابتدائي والثالث المتوسط. وتم دمج ثلاثة مناهج دراسية، تقدم للطلاب، هي التاريخ، والجغرافيا، والتربية الوطنية، في كتاب واحد بمسمى «العلوم الاجتماعية والوطنية». وأبان بخاري، خلال ورشة عمل، نظمتها الوزارة، واستضافتها إدارة التربية والتعليم (بنين) في المنطقة الشرقية أمس، أن المنهج الجديد «يحوي عددا من المرتكزات الأساسية والثوابت الدينية في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، ستدرس برؤية وسطية متوازنة، يعرض فيها تاريخ الأمة. كما يحوي عددا من المتغيرات، وكما كبيرا من المعلومات، يكون الطالب أو الطالبة المحرك الرئيس للمنهج، تضمن تفاعل الطالب مع محتوياته». ولفت إلى أن المنهج الجديد «يعتمد على الاستراتيجيات الحديثة في التدريس، التي تُعطي الطالب فرصة أكبر، من خلال تعلمه بذاته، وتمكينه من مهارة البحث والتنقيب عن المعلومات، واستنتاج مفردات المنهج، بعيداً عن التقليدية في عرض المحتوى، مع الحرص على تطبيق ما تعلمه الطالب من مهارات، من خلال التدريب الميداني، الذي يفرضه المنهج في الأنشطة اللا صفية». وأشار إلى أن الوزارة «استبقت تطبيق المنهج الجديد، ودربت أكثر من 17 ألف معلم ومعلمة على المناهج المستحدثة، قبل بداية العام الدراسي المقبل». وأوضح أن الاجتماع «ركز على إعداد حقائب تدريبية تخصصية، لمشرفي ومعلمي الاجتماعيات لمشروعي «الشامل لتطوير المناهج ونظام المقررات». واستمرت لمدة ثلاثة أيام، في فندق الظهران، على أن تستكمل اللقاءات وورش العمل في مدينة أبها خلال الأسبوعين المقبلين». وجاء قرار الوزارة الأخير، بعد أن اعتمدت «التربية الوطنية»، في العام 1996، كمنهج مستقل، بواقع حصة في الأسبوع. وأوعزت لمعلمي مادتي التاريخ والجغرافيا، تدريسها، من دون أن يكون فيها نجاح أو رسوب. كما أنها لا تؤثر على المعدل التراكمي للطالب، على أن تجرى لها اختبارات لقياس مدى استفادة الطلاب.