على وقع «الفجيعة» و«الدهشة»، تعيش أسرة أحمد البوشل، بعد اكتشاف تسمم طفلها مشاري ذي الأشهر الثلاثة، بسم مخصص لقتل الفئران، وضعته العاملة المنزلية، التي عاشت في منزلهم ك «واحدة من أفراد العائلة» في رضاعة الحليب. ولم تكتف العاملة التي أمضت أربع سنوات لدى أسرة البوشل، بالسم، إذ أضافت إليه كبسولات «الفيفادول» و«السبوفين». ما تسبب في نقل الطفل إلى العناية المركزة في مستشفى قاعدة الملك فيصل الجوية، وهو في حال «حرجة»، إذ يعاني من «إنزيمات» في الكبد، و«حموضة» و«سيلان شديد جداً» في الدم، إضافة إلى «اضطرابات» في القلب. ويؤكد البوشل في حديث ل «الحياة»، أنه وزوجته وأبناؤه، تعاملوا مع العاملة، وهي إندونيسية الجنسية «معاملة طيبة، وكنا نتعاطف معها. ولم نقصر في حقها، إذ كانت تستلم رواتبها في كل شهر، وتأخذ حقوقها كاملةً، حتى أنني أمنت عليها صحياً، لتتلقى العلاج في مستوصف أهلي، بدل العلاج في المستشفيات الحكومية. كما كانت تزور عائلتها في كل سنة مرة، بدلاً من مرة كل سنتين. وخصصنا لها جناحاً في المنزل، بعد انتقالنا من الشقة التي نسكن فيها إلى منزل واسع»، مضيفاً «لم نتعامل معها بقسوة أو ضرب أو إهانة لفظية، إذ كنا نتعامل معها كأحد أفراد الأسرة، ولا نفرق بيننا وبينها. كما كانت هي طوال الفترة الماضية، تعمل بجد وإخلاص، ولم نلحظ عليها تصرفات مسيئة». ويشير البوشل، إلى بداية تغير العاملة، «نتردد بين فترة وأخرى، على الأحساء، لزيارة الأقارب، ونتجمع في كل مرة في منزل أحد أفراد العائلة. ولكل أسرة عاملة أو أكثر، فكن يتجمعن في أوقات الفراغ للحديث مع بعضهن. ومن هنا بدأنا نلاحظ تغيرات على تصرفات العاملة في التعامل معنا، وبدرت منها تصرفات غير لائقة قبل ثلاثة أشهر، إذ كانت تأتي بالقرب من غرفتي، أثناء انشغال زوجتي في الطهي، وتقوم بحركات غير لائقة أثناء صعودي لتبديل الملابس، وتركتها في المرة الأولى، لكنها كانت تحاول استدراجي إليها، فأخبرت زوجتي بتلك التصرفات، فتحدثت إليها ونصحتها بعدم تكرار ذلك. فاعتذرت العاملة، عما قامت به، وبعد شهر من ذلك، بادرت إلى تسميم طفلي». وقبل ثلاثة أشهر، رزق البوشل وزوجته، بمولود هو الخامس لهما. ويقول: «كان مشاري يرضع في الشهر الأول طبيعياً، وفي الشهرين الثاني والثالث، استعانت والدته بالرضاعة الاصطناعية». ويكمل «يبدو أن العاملة حصلت على سم الفئران من إحدى العاملات اللاتي كانت تلتقيهن أثناء زياراتنا إلى الأحساء. وخلطت ذلك السم مع حبوب الأدوية بعد طحنها، إذ اكتشفنا المكونات أثناء تفتيش أمتعتها لاحقاً». وفيما كانت زوجة البوشل، مشغولة بطهو الغداء، وضعت العاملة الخلطة داخل الرضاعة، وناولتها للطفل. ولاحظت الزوجة ان الطفل يرضع الحليب، وسرعان ما يلفظه، مصحوباً بالدم. كما لاحظت وجود مادة وردية ملتصقة في حلمة الرضاعة. وظنت بأن الحليب غير صالح. لكن الأسرة سرعان ما لاحظت ان «صحة الطفل تتدهور أكثر بعد كل مرة يرضع فيها الحليب، فتم نقله إلى مستشفى القوات المسلحة في الظهران، وأجريت له فحوص سريعة وشاملة، لمعرفة سبب ذلك، وأتضحت إصابته بتسمم شديد، بسبب تناوله سم الفئران، الذي تم تحديده في مختبر المستشفى، ومركز السموم في الدمام. ونقل لاحقاً إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، إذ يرقد الآن في غرفة العزل، ويتلقى عناية مركزة، ووضعه الصحي متدنٍ، وحاله حرجة، بسبب ارتفاع نسبة الحمض في الدم، وتوقف الكبد». ولم يقتصر تدهور الحال على الطفل مشاري، فأمه تعيش وضعاً نفسياً «لا تحسد عليه». ويقول زوجها: «مرت عليها سبعة أيام لم تذق خلالها طعم النوم، ليلاً ونهاراً». وتزداد نفسيتها سوءاً كلما تذكرت ان طفلها الصغير في حاجة إلى زراعة كبد». لكن البوشل يؤكد أن «أملنا لم ينقطع في الله عز وجل، بان يمن على طفلنا بالشفاء العاجل من هذا المرض»، موجهاً شكره لرؤسائه في في القوات البحرية في الجبيل «لوقوفهم وتعاطفهم معي، وتقديرهم الظروف النفسية التي أمر فيها، وكذلك لإدارة مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، لمتابعتها حال ابني، التي بدأت في التحسن نسبياً»، مشيراً إلى ان العاملة «سُلمت إلى الشرطة، التي بدأت التحقيق معها».