طهران، فيينا - أ ب، رويترز، أ ف ب - تضاربت التصريحات الإيرانية أمس، حول تسليم الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسالة تتضمن نص اتفاق تبادل الوقود النووي الذي وقّعته طهران وأنقرة وبرازيليا الأسبوع الماضي، والذي اعتبره الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد «بداية عصر جديد في المعادلات السياسية والدولية»، فيما حضّه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على انتهاز «هذه الفرصة التي توافرت بعد جهود ديبلوماسية كثيفة». ونقلت وكالة أنباء «رويترز» عن المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية قوله إنه «لم يسلّم الرسالة» للمدير العام للوكالة الياباني يوكيا أمانو. جاء نفي سلطانية بعد إعلان وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن «رسالة إيران حول تبادل الوقود النووي المستند إلى إعلان طهران، سلّمها المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية للمدير العام» للوكالة يوكيا أمانو أمس. جاء ذلك بعد ساعات على تأكيد نجاد أن «دور تركيا والبرازيل كان مهماً ومصيرياً في وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق»، لافتاً إلى أن «إيران تسعى من خلال مواصلة مسيرة التعاون والتعاطي مع الدول الصديقة والشقيقة، إلى بلورة مناخ جديد في العلاقات الدولية قائم على التعاون البناء والعادل». ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن نجاد قوله خلال اتصال هاتفي مع اردوغان مساء السبت، أن توقيع الاتفاق «خطوة كبيرة وقوية ومنطقية جداً، وبداية عصر جديد في المعادلات السياسية والدولية، كما أوجد فرصة مناسبة للجميع للتحرك نحو التعاون والحوار». وأفادت وكالة أنباء «مهر» بأن اردوغان «شرح ما أُنجز من مشاورات ومساع حول إعلان طهران»، مشدداً على أن «تركيا ستكرّس كل جهودها لحشد الدعم العالمي له، كي يحظى بترحيب المجتمع الدولي باعتباره فرصة ثمينة». وأكد «ضرورة مواصلة الجهود الديبلوماسية حول البرنامج النووي الإيراني». أما المكتب الإعلامي لأردوغان فأفاد بأن نجاد اعتبر الاتفاق «بداية مقاربة جديدة ومناخ جديد» في شأن تسوية الملف النووي الإيراني، مضيفاً: «نعتبر أن هذا الاتفاق فرصة لنا جميعاً». وأشار المكتب إلى أن اردوغان نصح الرئيس الإيراني بأن «تنتهز (بلاده) في أفضل طريقة ممكنة هذه الفرصة التي توافرت بعد جهود ديبلوماسية كثيفة». في غضون ذلك، جدد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني تهديده بانسحاب بلاده من الاتفاق، وتعليق تعاونها مع الوكالة الذرية، «إذا أرادت أميركا والغرب دفع مجلس الأمن إلى فرض عقوبات جديدة» على إيران. في المقابل، عزا زعيم المعارضة مير حسين موسوي احتمال فرض عقوبات على إيران إلى «السياسات الخارجية المغامرة والفظة» التي تنتهجها الحكومة، محذراً من تأثير ذلك على «معيشة الشعب». وفي بكين حيث أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون محادثات مع المسؤولين الصينيين، نقلت وكالة أنباء «أسوشييتد برس» عن مسؤول أميركي قوله إن بكين وواشنطن لا تزالان مختلفتين حول تفاصيل العقوبات التي يجب فرضها على طهران، بما في ذلك أسماء الأفراد والشركات الإيرانية الذين ستشملهم، والتي ستصدر في ملاحق لقرار العقوبات. إلى ذلك، جدد وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي اتهام الأميركيين الثلاثة الذين تعتقلهم طهران منذ تموز (يوليو) الماضي، بأنهم جواسيس، داعياً إلى إجراء تبادل مع «سجناء» إيرانيين تحتجزهم الولاياتالمتحدة. وهذه المرة الأولى التي تتحدث فيها طهران عن إمكان إجراء تبادل بين الأميركيين الثلاثة ورعايا إيرانيين «تعتقلهم» الولاياتالمتحدة.