وعد وزير داخلية إقليم كردستان العراق كريم سنجاري بتقديم المسؤولين عن اختطاف وقتل الصحافي الشاب سردشت عثمان قبل أسابيع الى العدالة، مؤكداً ان لا أحد في الإقليم فوق القانون. وشدد سنجاري في حوار مع «الحياة» على ضرورة ان لا تستبق وسائل الإعلام الأحداث وأن تنتظر نتائج التحقيقات التي أكد أنها قطعت مراحل مهمة. وهنا نص الحوار: نبدأ من قضية اختطاف وقتل الصحافي سردشت عثمان، أين وصلت التحقيقات ومن الجهة التي تقف وراء هذه الجريمة؟ - بعد حادث خطف ومقتل الصحافي، سردشت عثمان، وبأمر من رئيس الإقليم مسعود البرزاني، تم تشكيل لجنة تحقيق من خبراء أجهزة الشرطة والأمن (الأسايش) ومكافحة الإرهاب للتحقيق في ملابسات الحادث، وهذه اللجنة أنجزت خطوات مهمة في التحقيق، وسوف يسلم مرتكبو هذه الجريمة الى العدالة لأن لا أحد فوق القانون والعدالة، وسوف تصلهم أيادي قوات الأمن وينالون جزاءهم... نحن نطلب من وسائل الإعلام ان لا تسبق الأحداث وانتظار نتائج التحقيق. لكن الحادث فجر تظاهرات في الإقليم، تخللتها اتهامات الى الجهات الأمنية بالتقصير؟ - بعد قتل الصحافي سردشت قام بعض طلاب الجامعات والمقربين وأصدقاء الشهيد بمراجعة أجهزتنا وأخذ الموافقات لتنفيذ مظاهرات سلمية، ونحن وافقنا على طلبهم وقامت أجهزة الأمن الداخلي بتأمين سلامة المتظاهرين، ولكن للأسف قامت بعض الجهات بحرف سير المظاهرات لأسباب سياسية وانتخابية. ونكرر اننا نناشد الجميع انتظار نتائج التحقيق في الحادث، ويسلم مرتكب هذه الجريمة البشعة الى العدالة. الحادث بدوره كان فجّر أسئلة عن تقويم الوضع الأمني في إقليم كردستان؟ - الوضع الأمني مستقر ومستتب بجهود الأجهزة الأمنية، نحن نطمئن كل المواطنين على استقرار الأمن في الإقليم، ونتيجة لهذا الاستقرار تسعى شركات إقليمية ودولية للاستثمار في كردستان وبخاصة بعد صدور قانون الاستثمار. الحديث عن زعزعة الأمن في الإقليم غير صحيح وغير منطقي، لأن وفوداً إعلامية وشركات أجنبية تفد يومياً وتشهد استتاب الأمن الذي يشجعها على المزيد من الثقة بأمن الإقليم، وبالطبع لا توجد مقارنة على المستوى الأمني مع واقع الأمن في المحافظات العراقية الأخرى. ماذا عن تنظيم «أنصار الإسلام» هل تم قضاء عليه، أم هناك خلايا نائمة؟ - «أنصار الإسلام» مجموعة مسلحة إرهابية كانت تتمركز في حدود إقليم كردستان مع إيران حتى عام 2003، وأثناء عملية حرب تحرير العراق من قبل قوات التحالف تم القضاء عليهم وهرب قسم منهم الى المحافظات العراقية في الوسط وإلى الموصل. بالطبع حاولت ذيول التنظيم تنفيذ أعمال إرهابية في أراضي إقليم كردستان لكن بلا جدوى، والفضل في ذلك يعود الى حسن تعامل قوات الأمن (الأسايش) والشرطة مع ملف المجموعات الإرهابية ومنعها من التحرك أو محاولة استعادة نشاطها. ليس بعيداً من الجانب الأمني... نجد ان أراضي الإقليم مازالت تتعرض الى قصف شبه يومي من الجانبين الإيراني والتركي بحجة ضرب عناصر مسلحة من حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة «بزاك»، ما موقفكم من ذلك؟ - نحن في حكومة الإقليم ندين هذا القصف لأنه اعتداء على اراضي دولة لها سيادة وهي العراق وأجرينا والحكومة الاتحادية في بغداد اتصالات من طريق وزارة الخارجية العراقية مع الجانبين التركي والإيراني لوقف هذه الاعتداءات لأن المتضرر الوحيد منها هم سكان المناطق الحدودية في الإقليم. وكنا طالبنا من القنصليتين الإيرانية والتركية في الإقليم وقف هذا القصف. من جهة أخرى نحن في حكومة إقليم كردستان نحترم كل دول الإقليم وبخاصة تركيا وإيران ولن نسمح بأن يشن أي عمل عدائي من ارض الإقليم على تركيا وإيران وعليهم التعامل بالمثل معنا وعدم قصف أراضينا. ما هو مستوى تنسيق أجهزة الأمن في الإقليم مع المحافظات المحاذية مثل كركوك والموصل وديالى وأيضاً مع الحكومة الاتحادية في بغداد؟ - هناك تعاون وتبادل للمعلومات بيننا وبين تلك المحافظات ومع حكومة بغداد، وهناك غرفة عمليات مشتركة بيننا وبإشراف قوات التحالف إذ نقوم بجمع المعلومات وتبادلها في ما بيننا بهدف القضاء على المجموعات الإرهابية والمطلوبين الى العدالة. هناك دورات تدريبية تنظم لضباط وزارة الداخلية العراقية في وزارة الداخلية بإقليم كردستان وبتنسيق مع قوات التحالف بهدف الإفادة من تجربة الأمن في كردستان وتعميمها عراقياً والتعاون يمتد الى كل الأصعدة.