على رغم أن السعودية ومعظم الدول المشاركة في تمرين «رعد الشمال»، الذي اختتم أعماله أمس في مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن، تخوض حرباً في جنوب الجزيرة العربية من أجل استعادة الشرعية من الانقلابيين في اليمن، فإن مشهداً مهيباً احتشد فيه آلاف الجنود، ومئات الآليات والقطع العسكرية، والطائرات المقاتلة في ميدان العرض العسكري، لاختتام التمرين الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في حضور عدد من قادة وزعماء الدول المشاركة، ما يبعث برسالة مباشرة بأن تلك الدول على أتم درجات الاستعداد والجاهزية، وقادرة على مواجهة التحديات، وأن السعودية خصوصاً، تملك جيشاً كبيراً يقاتل في الجنوب، وآخر يوازيه في الشمال. المناورة الأكبر في المنطقة خلال القرن الجاري، وثاني أكبر حشد عسكري تشهده المنطقة بعد عملية عاصفة الصحراء، التي جرت 1990، كانت القوة والعتاد بها في أعلى درجات التأهب، واستخدمت خلالها أحدث وأفضل الآليات والتجهيزات العسكرية، وتميزت المناورة بتأكيدها وحدة الصف الإسلامي، وقدرته على الحشد السريع في مواجهة أي تحديات، في ظل الأوضاع التي تحيط بالمنطقة، وبخاصة في ظل تزايد انتشار التنظيمات الإرهابية، التي تحظى بدعم من دول الجوار. وأعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن فخره واعتزازه بالتضامن العربي والإسلامي، الذي أبرزه تمرين «رعد الشمال»، وقال في تغريدة في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس: «فخورون هذا اليوم بتضامننا في رعد الشمال، وأن يشاهد العالم عزمنا جميعاً على ردع قوى الشر والتطرف ومحاربة الإرهاب». وكان خادم الحرمين رعى في ميدان العرض العسكري، في حضور ملوك ورؤساء وأمراء ومسؤولي عدد من الدول المشاركة، العرض العسكري المصاحب لتمرين «رعد الشمال» أمس، وشاهد الحضور العروض التي شملت استعراض وحدات رمزية شملت العتاد العسكري للقوات المشتركة، إضافة إلى استعراض نماذج للقوى الجوية للدول المشاركة في التمرين، فيما أدت فرق طيران «فرسان الإمارات» و «قلب الأسد» الباكستاني و «صقور السعودية» عروضاً استعراضية وتشكيلات جوية متنوعة أبرزت الكفاءة والقدرة المميزة للطيارين في القوات المشتركة. وأوضح قائد المنطقة الشمالية قائد القوات البرية المشاركة في تمرين «رعد الشمال» اللواء ركن فهد المطيري أن «هذه القوات شاركت في تمرين رعد الشمال، الذي يُمثّل نقلة نوعية في العمل العسكري الاحترافي، ويستمد أهميته، ليس من عدد الدول المشاركة فيه فقط، ولا من حيث حجم القوات وتنوع تسليحها وقواتها القتالية العالية، بل أيضاً من سرعة الاستجابة، والقدرة على حشد القوات من مختلف دول العالمين العربي والإسلامي في زمن قياسي». وقال: «طبق في هذا التمرين جميع أنواع العمليات العسكرية وبنجاح تام ولله الحمد، ما ساهم في رفع مستوى الجاهزية القتالية للقوات القتالية المشاركة ودرجة استعدادها، لتكون قوة ضاربة لنصرة الحق، وردع كل من تسوّل له نفسه المساس بالدول العربية والإسلامية وبمقدرات شعوبها، لا سيما في ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة».