تراجعت أسعار النفط بعد تسجيل الخام الأميركي أعلى مستوياته هذه السنة في الجلسة السابقة، واجتياز «برنت» مستوى 40 دولاراً للبرميل مع تحذير المحللين من صعوبة تحقيق مكاسب أكبر في ظل استمرار تخمة المعروض العالمي التي تطغى على الطلب القوي. وقال محللون إن الأسواق تأثرت أيضاً بالتوقعات لمزيدٍ من الإنعاش النقدي من المصرف المركزي الأوروبي هذا الأسبوع، ما يدعم الدولار في مقابل اليورو وقد يكبح تجارة النفط المقومة بالعملة الأميركية. وسجلت العقود الآجلة لخام «برنت» 40.65 دولار للبرميل بانخفاض 42 سنتاً عن الإغلاق السابق. ونزل الخام الأميركي 30 سنتاً ليسجل 37.99 دولار للبرميل. وأفادت «إدارة معلومات الطاقة» الأميركية بأن مخزون البنزين هبط بنحو 4.5 مليون برميل الأسبوع الماضي في أكبر انخفاض أسبوعي في سنتين تقريباً. وأضافت أن الطلب عليه في الولاياتالمتحدة على مدى الأسابيع الأربعة الماضية صعد بنسبة 7 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. إلى ذلك، أكدت كازاخستان أن لا نية لديها لتجميد مستوى إنتاج النفط الذي اقترحته مجموعة من كبار المنتجين، بل إنها بدلاً من ذلك سترفع الإنتاج لهدفها الأصلي البالغ 77 مليون طن سنوياً إذا ظل سعر النفط فوق 40 دولاراً للبرميل. كما لمح وزير الطاقة، فلاديمير شكولنيك، إلى أن بلده، وهي أكبر منتج للنفط بعد روسيا بين الجمهوريات السوفياتية السابقة، لم تتلق دعوة للمشاركة في اجتماع مزمع لمنتجي النفط في «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) وخارجها لمناقشة تجميد مستويات الإنتاج. وقال: «إذا تلقينا دعوة سنشارك في الاجتماع». وحددت حكومة كازاخستان في موازنتها في تشرين الثاني (نوفمبر) هدفاً للإنتاج عند 77 مليون طن من النفط سنوياً للعام الحالي بافتراض بلوغ متوسط سعر النفط 40 دولاراً للبرميل، لكنها خفضت المستوى المستهدف إلى 74 مليون طن في الشهر الماضي مع اقتراب «برنت» من 30 دولاراً. في السياق، استبعدت شركة «فاكتس غلوبال إنرجي» (إف جي بي) المتخصصة في استشارات الطاقة، أن تقوم «أوبك» بخفض الإنتاج لدعم الأسعار قبل أن ترى خفضاً له في الولاياتالمتحدةوروسياوالعراق. وقال المحلل فيريدون فيشاراكي في مناسبة نظمتها مؤسسة «تومسون رويترز»: «يعلم الجميع أن في وقت ما سيصبح خفض الإنتاج حتمياً، لكن هذا لم يحن أوانه بعد ويستبعد بدرجة كبيرة أن يحدث في المستقبل القريب». وأضاف: «ما يريدون تحقيقه هو رؤية خفض الإنتاج في مناطق عدة (...) الأهم من وجهة نظري هو رؤية بعض الخفوضات في الإنتاج في الولاياتالمتحدةوروسيا والتزام من العراقيين أيضاً بالحد من زيادة الإنتاج». وتوقع أن يؤدي نزول أسعار النفط إلى خفض الإنتاج في الولاياتالمتحدة بما لا يقل عن 500 ألف برميل يومياً هذه السنة. وبالنسبة إلى روسيا قال: «لا أرى أي مجال لتحرك مدروس لكن قد يؤدي وضع الاقتصاد ومعدلات الخفض التي نراها في حقول متعددة، إلى خفض الإنتاج في نهاية المطاف بما يتراوح بين 200 و300 ألف برميل يومياً». وأشار إلى أن العراق ليست لديه حوافز تذكر لخفض الإنتاج، في حين يدرس الإيرانيون توقيت إنتاج 500 ألف برميل إضافية يومياً لتجنب الدخول في نزاع مع السعوديين. ويرجَّح أن ينخفض فائض إنتاج النفط العالمي في العام الحالي بفعل تراجع الإنتاج في الولاياتالمتحدةوروسيا، وفي ظل توقعات بأن يظل نمو الطلب قوياً عند 1.3 مليون برميل يومياً. وبحلول نهاية عام 2016 تتوقع شركة الاستشارات أن ينخفض مخزون النفط 50 في المئة عن مستواه في مطلع السنة. من جهة أخرى، قال وزير النفط الإكوادوري كارلوس باريخا، إن اجتماعاً لمنتجي النفط في أميركا اللاتينية يهدف إلى توحيد المنطقة في دعم تجميد مستويات الإنتاج أو أي إجراءات أخرى لتعزيز الأسعار، قد تأجل بعدما كان مقرراً عقده اليوم بسبب صعوبات تتعلق بجداول الأعمال. وكان هذا الاجتماع سيسبق اجتماعاً محتملاً لمنتجي النفط في «أوبك» وخارجها في روسيا هذا الشهر، لكن الوزير الإكوادوري قال إن من غير المرجح عقده قبل نهاية الشهر.