هيمنت عناوين المرأة، والتسامح، ومواجهة ثلاثي التطرف والطائفية والإرهاب، على احتفال أقامه مساء أمس، فريق الأممالمتحدة القُطري في السعودية، بالتعاون مع مركز «الملك عبدالعزيز للحوار الوطني»، لمناسبة «اليوم العالمي للمرأة» الذي يوافق 8 آذار (مارس) من كل عام. وطرحت أوراق النقاش بعنوان «دور المرأة السعودية في تعزيز التلاحم الاجتماعي والوطني»، في حضور سفراء دول عدة وعضو مجلس الشورى الدكتورة ثريا عبيد، وكتاب ومثقفين، وذلك في مقر مكتب الأممالمتحدة بحي السفارات. وعُرض خلال اللقاء الفيلم القصير «القاتل الصامت»، من إنتاج مركز «الملك عبدالعزيز للحوار الوطني»، حول أهمية الوحدة الوطنية ومكافحة التطرف والطائفية، وآخر بمسمى «المدرسة»، وهو فكرة الشاب عبدالله القحطاني الفائز بجائزة المركز، ودعا إلى تفعيل دور المرأة السعودية في أسرتها، وناقش تأثيرها في نشأة أجيال تتبنى مفهوم التسامح مع الآخر. وأشارت مديرة القسم النسائي في مركز «الحوار الوطني» آمال المعلمي، إلى أن هذه الاحتفالية تجسّد مفهوم «التبادل الثقافي والحضاري بين السعودية والمجتمع الدولي». وتطرقت الكاتبة الصحافية أميمة الخميس، إلى تطور دور المرأة في تعزيز التلاحم الاجتماعي، واستعرضت الكاتبة عضو مجلس إدارة جمعية الثقافة كوثر الأربش «رسالة تسامح»، والتي تمثل تجربتها الشخصية في إرسال رسائل السلام والتسامح بعد وفاة ابنها في التفجير الإرهابي في مسجد بالدمام العام الماضي. وعرضت الدكتورة ميسون العنزي من جامعة القريات في الجوف، «قصة نجاح من منطقة الشمال». وعددت شخصيات أدبية نسائية بارزة كان لهن دور اجتماعي مهم لصناعة أجيال مثقفة وتخريجها. وحملت جلسة النقاش الثانية «دور المرأة السعودية في نشأة أجيال تتبنى مفهوم التلاحم الاجتماعي»، وتحدث منتج فيلم «المدرسة» عبدالله القحطاني عن تجربته، ثم سلطت فاطمة الحسين من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض، الضوء على دور قصص الأطفال والتربية الثقافية في تعزيز مفهوم التلاحم الإجتماعي، مستعرضة أخطاء بعض القصص ودورها في زرع القيم الخاطئة على الطفل، مؤكدة على الأمهات والمدارس أهمية «انتقاء القصص التي لها رسالة سامية وليس الأرخص سعراً»، داعية الكتاب والرسامين إلى ضرورة تناول قضايا اجتماعية بطريقة إيجابية لتترك الأثر البالغ في عقل الطفل، وبالتالي ستنعكس على حياته ومستقبله، تخلله شرح لفكرة «الصدقة الثقافية» و «نادي الطفل» في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. وتحدثت مدربة التنمية البشرية المديرة المكلفة للشبكة السعودية لحاضنات الأعمال الجوهرة الغصون، عن مبادرة من الأبناء إلى الوالدين «قصة نجاح أعينوني على رضاكم»، موجهة دعوة إلى الحب ثم التسامح ثم العطاء. واستعرضت فيلماً عن المبادرة. ولفتت الباحثة رئيسة لجنة المدارس الأهلية في جدة فريدة فارسي، إلى «قصص من التاريخ لمسيرة المرأة في مكةالمكرمة ودورها في تعزيز التلاحم الاجتماعي»، مركزة على دور المرأة المكيّة في خدمة زوار بيت الله، مستعرضة أسماء سيدات صاحبات أوقاف لأعمال خيرية، كان لهن دور في التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وأشار المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، الدكتور أشوك نيغام، إلى الأيديولوجيات التي تغذي التعصب والإرهاب والكراهية والتطرف والطائفية والعنف، مهدِّدةً مجتمعاتنا، والشعور بالأمن والتعايش السلمي والقيم التي ينادي بها الإسلام ومنظمة الأممالمتحدة. وقال نيغام: «إن السعودية تعمل من أجل رفاه شعبها والحفاظ على السلام، والحد من الفوارق من أجل تحقيق التقدم والازدهار للجميع». وحيا السعودية على وجود نسبة عالية من النساء في التعليم، محافظة على مكانتها في مؤشر التنمية البشرية لعام 2015، إذ حلت في المرتبة 39 في قائمة التنمية البشرية المرتفعة جداً.