عزفت جملة من النسوة ممن امتهن الاتجار في الذهب على مدى سنوات طويلة عن هذه التجارة نتيجة ارتفاع أسعاره إلى أرقام قياسية، وعزوا السبب إلى «ضعف الإقبال على الشراء، وقلة هامش الربح». وقالت هدى عبدالمنعم بأنها أمضت في هذه التجارة نحو عقد من الزمن، مؤكدة بأنها كانت «تجارة مربحة»، لافتة إلى أنها كانت تقوم بعرض بضاعتها على زميلاتها المعلمات «اللاتي لديهن المال لكن ينقصهن الوقت للبحث عن كل جديد وجميل من المصوغات»، مشيرة إلى أن «هذه التجارة كانت تشكل لدي تحدياً كبيراً، بخاصة وأن خالي صاحب ورشة لتصنيع الذهب، ما ساعدني على متابعة آخر صيحات موضة الذهب»، إضافة إلى أنه كان يوفر لي البضائع التي أقوم بدوري في تسويقها والتي في حال بيعها أحصل على نسبة جيدة تتفاوت بحسب سعر تصنيع هذه القطعة». وأرجعت تخليها عن هذه التجارة إلى تجارة تأجير ملابس السهرة إلى «الارتفاع الكبير في أسعار الذهب بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق». وإن كانت أم مجيد التي أمضت في هذه التجارة نحو عشرين عاماً تختلف عن سابقتها لأنها لا تقوم بتسويق المصوغات الجاهزة، وإنما تتابع مع ورش الذهب، صناعة قطع تقوم زبوناتها بتوصيتها عليها وتكاد تنحصر تجارتها في نوعين من المصوغات وهما «القلائد والخواتم»، فهي تؤكد بأنها «تحضر للزبونة فاتورة بقيمة الذهب، وينحصر هامش الربح لديها في قيمة الأحجار الكريمة التي تطعم بها القطع، ومتابعة عملية التصنيع»، وعلى رغم ذلك لم تستطع أم مجيد الاستمرار في هذه التجارة بسبب «ضعف الإقبال عليها». فيما أكدت نورة أحمد والتي كانت تتعامل مع عدد من مصانع الذهب في الدمام وتقوم بعرض بضاعتها في الأماكن التي تتوافر فيها تجمعات نسائية، مثل المشاغل، والمستوصفات بأن «هذه التجارة مقلقة، نتيجة الخوف الدائم من ضياع المصوغات أو سرقتها»، وتقول: «لجأت أثناء عملي معلمة في إحدى الهجر إلى هذه التجارة من أجل تحسين دخلي، بخاصة وأنني أم ولدي أطفال أتركهم في رعاية إحدى قريباتي مع عاملة منزلية»، مشيرة إلى أن ما ساعدها على مزاولة تجارة الذهب «وجودي شبه الدائم، في أوساط نسائية، وتمتعي بثقة من حولي، وبذوق رفيع، تفتقده بعض النسوة اللاتي يتوافر لديهن المال»، وعزت سبب تخليها عن هذه التجارة إلى «انتقالي للعمل في محافظتي إذ يتوافر العديد من محال الذهب»، إضافة إلى «معاناتي السابقة في بعض الأحيان في تحصيل ثمن المصوغات، إذ إن بعض زميلاتي كن يشترين مني القطعة الواحدة بالأقساط، وأظل ألاحقهن لتحصيل بقية ثمنها على مدى أشهر عدة، ما سبب لي بعض المشكلات التي كنت في غنى عنها»، لافتة إلى أن من العوامل أيضاً «ارتفاع أسعار الذهب، ولجوء العديد من السيدات إلى اقتناء الفضيات، والمطليات، إضافة إلى الإكسسوارات».