ظهر بيا على الساحة في عهد الرئيس أحمدو أهيغو بعد أن أصبح مديراً لديوان وزير التربية الوطنية في كانون الثاني (يناير) عام 1964، والأمين العام لوزارة التربية الوطنية في تموز (يوليو) 1965، وكان من المستغرب أن يتم اختيار بيا وهو مسيحي من جنوب الكاميرون، من الرئيس السابق أحمدو أهيغو وهو مسلم ليكون نائباً له في رئاسة البلاد عام 1982، أصبح بيا المسؤول عن إدارة شؤون الحزب في غياب أهيغو. ولكن في عام 1983حدث انقسام عميق بين بيا وأهيغو، وتم نفي الأخير إلى فرنسا بتهمة التعسف في استعمال السلطة وجنون العظمة بعد مؤامرات ضده. واستقال أهيغو وأصبح بيا هو الرئيس الكامروني في جلسة استثنائية عقدت في 14 أيلول (سبتمبر) 1983. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 1983 أعلن بيا أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في 14 يناير 1984، وقدّم أهيغو للمحاكمة غيابياً لضلوعه المزعوم في مؤامرة انقلاب عام 1983، جنباً إلى جنب مع اثنين آخرين وحكم عليهم بالإعدام، وعلى رغم أن بيا خفف الأحكام الصادرة بحقهم من الإعدام إلى السجن مدى الحياة إلا أن ذلك لفت النظر إليه واعتبره كثيرون علامة على ضعف موقف بيا وتعاطف البعض مع هيغو، وبعد ذلك نجا بيا من محاولة انقلاب عسكري في 6 نيسان (أبريل) 1984 عندما قرر في اليوم السابق حل الحرس الجمهوري، وقتل في هذا الانقلاب أكثر من ألف فرد، ثم فاز بيا في أول انتخابات رئاسية متعددة الأحزاب التي عقدت في 11 تشرين الأول (أكتوبر) 1992، وجاء جون فروندي في المركز الثاني بنسبة 40 في المئة من الأصوات، وأعيد انتخاب بيا للمرة الثالثة بنسبة 92.6 في المئة من الأصوات بفترة رئاسة مدتها سبع سنوات في الانتخابات الرئاسية في 11 أكتوبر 2004، وقالت المعارضة إن الانتخابات زوّرت على نطاق واسع، إلا أن بيا أدى اليمين الدستورية يوم 3 نوفمبر بعد أن أعيد انتخابه في 2004.