أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أمس، أن بلاده طوّرت رؤوساً نووية حرارية مصغرة، يمكن وضعها على صواريخ باليستية. تصريحات كيم هي الأولى في هذا الصدد، علماً أن وسائل إعلام كورية شمالية كانت تحدثت عن نجاح بيونغيانغ في تصغير رؤوس نووية لتركيبها على صاروخ باليستي. وقوبل إعلان كيم برد فعل متباين في سيول، علماً أنه يشكّل تهديداً نووياً بالنسبة الى الولاياتالمتحدة. وبثّ التلفزيون الكوري الشمالي صوراً ثابتة لكيم في حظيرة طائرات ضخمة يتحدث مع مساعديه، وهو يقف أمام جسم كروي معدني فضي اللون، يبدو أنه أحد تلك الرؤوس النووية. وأضاف التلفزيون أن كيم تفقّد أيضاً الرؤوس النووية المصمّمة للتفاعل النووي الحراري، في إشارة إلى «قنبلة هيدروجينية» أعلنت الدولة الستالينية أنها فجرتها في كانون الثاني (يناير) الماضي. ونقل التلفزيون عن كيم إشارته الى «تغيير الرؤوس النووية، من خلال تصغيرها لكي تلائم الصواريخ الباليستية»، مضيفاً: «يمكننا تسمية ذلك قوة ردع نووي حقيقية». وشدد على «أهمية صنع أسلحة نووية مصغرة أكثر قوة ودقة، ووسائل إطلاقها، وتبنّي إجراءات لتحسين الأسلحة النووية المنشورة، في شكل مستمر». ولفت ناطق باسم وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، الى «عوامل» تتيح الاعتقاد بامتلاك «كوريا الشمالية تكنولوجيا تصغير إلى حد ما». لكن ناطقاً باسم وزارة الدفاع في سيول، شدد على أن القوات المسلّحة الكورية الجنوبية «تعتقد أن الشمال لم يصغّر رؤوساً نووية». وذكر جيفري لويس، وهو محلل في مركز جيمس مارتن للدراسات حول منع الانتشار النووي (مقره كاليفورنيا)، أن الصورة التي نشرتها وسائل إعلام كورية شمالية «تشبه رأساً نووياً مدمجاً». أما ميليسا هانهام التي تعمل في المركز ذاته، والمتخصصة في برنامج بيونغيانغ لأسلحة الدمار الشامل، فأشارت الى أن العمل في البرنامج النووي الكوري الشمالي بدأ منذ وقت يكفي «لكي يكون هناك إمكان حقيقي» لنجاح الكوريين الشماليين في تصغير جهاز يمكن تحميله على صاروخ. واستدركت: «لا يمكنني القول إنهم سيكونون قادرين على التحكم بهذا الصاروخ على النحو الأفضل، ولا ما هو مداه، لكن إعلانهم لا يمكن تجاهله. يجب أن نقرأ تصريحات كيم في سياق اللغة العدائية والدورية التي يستخدمها الشمال سنوياً، خصوصاً بعد عقوبات مجلس الأمن». وتشير بذلك الى تشديد مجلس الأمن الأسبوع الماضي، العقوبات على بيونغيانغ، بعد تجربتها النووية الرابعة وإطلاقها صاروخاً باليستياً. معلوم أن الدولة الستالينية تملك ترسانة محدودة من الأسلحة النووية، لكن قدرتها على نقل هذه الأسلحة الى هدف محدد، تبقى موضع نقاش. إذ يعتقد مراقبون أن بيونغيانغ ما زالت بعيدة من تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات، يطاول أراضي القارة الأميركية. كذلك، ليس مؤكداً بعد أن يكون أي صاروخ مصغر صنعته كوريا الشمالية، قادراً على تحمّل الصدمات والاهتزازات واختلافات درجات الحرارة التي قد ترافق مسار أي صاروخ باليستي. الى ذلك، أعلنت الخارجية الصينية أن الوزير وانغ يي، ناقش الوضع في شبه الجزيرة الكورية، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري.