أفضت المحاولات الأخيرة باستهداف الولاياتالمتحدة باعتداءات ارهابية والخلافات الداخلية بين الاستخبارات الأميركية باطاحة رأس هرم هذه الاستخبارات الأميرال المتقاعد دنيس بلير وبناء على طلب مباشر من الرئيس باراك أوباما الذي تراجعت ثقته برئيس الاستخبارات الوطنية بعد محاولتي اعتداء الشاب النيجيري في مطار ديترويت و خطة تفجير تايمز سكوير. بلير، الذي تبوأ المنصب منذ أقل من سنة ونصف (15 شهرا)، قدم استقالته للبيت الأبيض ليكون بذلك أرفع مسؤول أميركي يخرج من ادارة أوباما. ونقلت شبكة أي.بي.سي التلفزيونية أن الرئيس الأميركي طالبه شخصيا بالاستقالة الأسبوع الفائت بعد مرحلة محطات متشنجة في العلاقة بين بلير والبيت الأبيض وفشل المركز الذي يديره والذي أنشئء خصيصا بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 لضمان تنسيق أفضل بين الوكالات الاستخباراتية ال17، في تبادل المعلومات الضرورية وتفادي محاولتي ديترويت وتايمز سكوير. وتعرض بلير، وهو قائد سابق لحلف الشمال الأطلسي ورئيس لهيئة الأركان، لانتقادات جمة من لجان الكونغرس في الأسابيع الأخيرة وبعد تقرير لمجلس الشيوخ يشير فيه الى أن السلطات الاستخباراتية كان بوسعها القيام ب14 وسيلة لتفادي محاولة اعتداء مطار ديترويت بينها اجراءات لتفتيش أدق وتنسيق أكبر لمنع الشاب النيجيري المنتمي لتنظيم القاعدة من الصعود للطائرة. الا أن ذلك لم يكن السبب الوحيد لاستقالة بلير، الذي واجه منذ لحظة تعيينه انتقادات عدة لتعيينه بادئ الأمر السفير السابق شاس فريدمان مديرا للمحللين في المركز، ومن ثم تراجعه عن الفكرة بعد انتقادات اللوبي الاسرائيلي، وأيضا لتردي علاقته بمدير وكالة السي.أي.أي ليون بانيتا الواسع النفوذ في الادارة. اذ أفادت صحيفة واشنطن بوست أن الرجلين (بانيتا وبلير) خاضا خلافا محتدما في في الآونة الأخيرة حول تعيينات مدراء أقسام الاستخبارات الأميركية حول العالم. اذ فيما أصر بانيتا على أن هذه المهمة من صلاحيته، حاول بلير التدخل لفرض بعض الأسماء. وتفاقم الخلاف الى حد تدخل نائب الرئيس جوزيف بايدن الذي حكم لصالح مدير السي.أي.أي وليس بلير في تعيين الأسماء. كما لم تجمع بلير علاقة جيدة مع مستشار أوباما لشؤون الارهاب جون برينان المعروف بقربه من الرئيس الأميركي، والذي غالبا ما انتقد تصلب الأميرال وصعوبة التواصل معه. وتعكس "اقالة" بلير الصرامة السياسية التي يدير فيها أوباما البيت الأبيض. اذ وكما أفادت أي.بي.سي اتخذ الرئيس الأميركي القرار وأبلغه لبلير في اجتماعه معه الخميس الفائت وذلك رغم محاولته اقناعه بابقائه في المنصب.الا أن خشية الادارة الديموقراطية من المجازفة بأي خطأ ثالث ووقوع اعتداء ارهابي، يتصدر اليوم حسابات أوباما. فرغم الانتقادات الكثيرة الموجهة للرئيس السابق جورج بوش ورصيده الداخلي والخارجي، يبقى سجله نظيفا في محاربة الارهاب ومنع أي اعتداء على الأراضي الأميركية بعد 11 أيلول. ويوجه الكثير من الجمهوريين الانتقادات لأوباما لتساهله في الحرب على الارهاب، وتخليه عن اجراءات في التحقيق والاستجواب تبيح التعذيب. وكان اختيار بلير في المنصب أساسا لمجاراته الرئيس أوباما في هذه المبادئ. وفيما أصدر أوباما بيانا يشيد فيه برصيد بلير، بدأ البيت الأبيض بالبحث عن بديل له، ومن أبرز الأسماء المطروحة هو نائب وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات جايمس كلابر والسناتور الجمهوري السابق تشاك هاغل.