تراهن هيئة السياحة البريطانية على السياح الخليجيين خلال السنوات المقبلة. وعلى رغم انخفاض نسبتهم في العام الماضي 13 في المئة، إلا أنهم أنفقوا أكثر من غيرهم بنحو 20 في المئة. وتتجه «الهيئة» إلى التركيز على السائح الخليجي والشرق أوسطي، خصوصاً أن الدراسات تشير إلى احتلالهم الصدارة خلال الأعوام العشرة المقبلة. وحشدت هيئة السياحة البريطانية بالتعاون مع هيئة سياحة أيرلندا أكثر من 200 مشارك في معرضيهما التجاري للسياحة والسفر السابع «بريطانيا وأيرلندا... وجهتان سياحيتان بارزتان»، في دبي الأسبوع الماضي، إذ تعد دبي المحطة السابعة على التوالي التي تستضيف معرض «بريطانيا وأيرلندا» في آسيا، وأقيم المعرض من قَبل في ماليزيا وسنغافورة وتايلاند والصين وأستراليا وهونغ كونغ. وكشف مدير شبكة ما وراء البحار في شركة السياحة البريطانية كيث بيكهام أن «13 في المئة من السياح إلى بريطانيا خليجيون، وعلى رغم انخفاض النسبة مقارنة بالأعوام السابقة، إلا أن معدل إنفاقهم ارتفع بنسبة 20 في المئة»، مضيفاً أن «الدراسات تشير إلى أن السياح الخليجيين سيحتلون الصدارة مقارنة بغيرهم في السنوات العشر المقبلة». وقال بيكهام ل«الحياة» على هامش المعرض: «نقاتل على العودة إلى الأفضل في استقطاب السياح»، مشيراً إلى أن ما يجعل بريطانيا تتجه إلى الشرق الأوسط وآسيا «القلق الأوروبي المتعلق بالوظائف، إضافة إلى الضرائب العالية»، موضحاً أن من بين الأمور التي ستعمل على استقطاب السائح «العمل على وضع تسهيلات للحصول على التأشيرة». وأشار إلى أن «الأسباب كثيرة لاختيار بريطانيا وجهة سياحية، كما أن النمو الاقتصادي في السياحة من المتوقع له أن يرتفع من 115 بليون جنيه إسترليني إلى 188 بليوناً في عام 2020، إضافة إلى توفير 250 ألف وظيفة». من جانبها، قالت الرئيسة التنفيذية في «الهيئة» ساندي ديوا ل«الحياة»، إن هيئة السياحة البريطانية أدخلت مواقع إنترنت في خدمة أهدافها، ومن بينها موقع «تويتر» الاجتماعي، مشيرة إلى أن «الهدف من وراء ذلك تصحيح الصورة النمطية عن البريطانيين، خصوصاً البرود في التعامل»، مضيفة أن «مواقع الإنترنت أسهمت كثيراً في تغيير الصورة النمطية». ولفتت إلى وجود استراتيجية تتبعها «الهيئة» في الترويج للسياحة، من بينها «التركيز على دورة الألعاب الأوليمبية في لندن عام 2012، والتعاون مع وكالات سياحة عالمية، وجعل السياحة ضمن الأجندة الرئيسية للسياسيين، إضافة إلى الإعلام». كما اتجهت هيئة السياحة في أيرلندا إلى ضرورة استقطاب السياح الخليجيين، وعدم قصر الأمر على المجال التجاري فقط، وعملت «الهيئة» على تعزيز وجودها في الشرق الأوسط. وأشار رئيس هيئة سياحة أيرلندا نايل جيبنز إلى افتتاح مكتب في دبي عام 2007 لتسويق أيرلندا سياحياً، مشيراً إلى إقامة يوم ثقافي يخدم الشرق الأوسط وآسيا خلال العام الماضي، وذلك لتعريف مواطنينا على الثقافات الأخرى، وجعلهم مسوقين للسياحة في أيرلندا، خصوصاً العاملين في وكالات السياحة والسفر. وذكر أن كثيراً من الأمور لم يتم استغلالها في الوقت الماضي، لذلك نتجه إلى استغلالها، مثل التعاون مع وكالات السفر والإعلان، موضحاً أن عدد السياح من الشرق الأوسط لبلاده ارتفع إلى 10 في المئة بين عامي 2008 و2009، وشهد الربع الأول من العام الحالي زيادة في السياح بلغت 40 في المئة». وأوضح جبينز أن إيرادات السياحة العلاجية في بلاده بلغت 60 بليون دولار في العام الماضي، مشيراً إلى أن أيرلندا تُعرف بالنسبة إلى الخليجيين على أنها مقصد للعلاج، خصوصاً فيما يتعلق بجراحة القلب.