قال مستشار وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري إن في المنطقة مساعيٍ لزعزعة الأمن والاستقرار، بفعل تنظيمات متطرفة، وانتشار ميليشيات في مناطق عربية مثل سورية واليمن والعراق، معتبراً تلك التطورات «لا تبشر بالخير»، كما أن حق جميع الدول وضع أسوأ «السيناريوات» في الاعتبار. وأكد عسيري أن أمن المملكة والخليج «خط أحمر»، وأن السعودية ودول المنطقة تقوم بجهودها لأجل تحقيق الأمن والاستقرار. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده أمس في حفر الباطن، وقال فيه: «لا يمكن الخلط بين التحالف الإسلامي ورعد الشمال، وخريطة الطريق عن التحالف معلنة، والأيام المقبلة ستشهد مؤتمراً لهيئة أركان الدفاع وبعده لوزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف»، مؤكداً أن التدريب يخدم التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، ومن أهدافه قياس درجة الاستعداد القتالي المشترك وإدارة الحشود، وأن «المعارك في اليمن تسير بشكل جيد وتتوالى الانتصارات، وتحرير صنعاء بات وشيكاً». وحول الحاجة إلى وجود مثل هذه التحالفات، أوضح عسيري: «الجميع يعلم أن أميركا القوة الأولى في العالم، ولكن في عقيدتها (لا قتال من دون تحالف)، وعندما ذهبت إلى أفغانستان كان معها من حلف الناتو 28 دولة، على رغم أنها لم تكن بحاجته، والتحالفات عبارة عن تكامل في الإمكانات، وهناك رغبة من الدول المشاركة في القيام بهذا العمل، خصوصاً إذا كانت له شرعية من الأممالمتحدة، والسعودية عندما قادت تحالف اليمن كانت قادرة على أداء المهمة بمفردها، ولكن الدول العربية رغبت في المشاركة ونحن رحبنا بذلك». ورداً على سؤال عن أعداد القوات المشاركة في التمرين أشار إلى أن أي عمل عسكري ليست قيمته بالعدد سواءً الجنود أم المعدات، لكن القيمة في كيفية تحقيق الهدف، وأفاد بأن أحد أهداف التمرين السعي إلى التوافق والتكامل بين القوات المشاركة، خصوصاً في ظل تعدد المدارس التي تنتمي لها. وشدّد على أن من بين الرسائل التي يجب أن تُفهم بشكل جيد من خلال هذا التمرين العسكري أن الدول الإسلامية تعمل جنباً إلى جنب، وتسعى إلى تحقيق السلام في المنطقة كافة وفي أنحاء العالم، وبيّن أن المنطقة فيها مساعٍ لزعزعة الأمن والاستقرار، مبيناً أن هناك تدخلاً أجنبياً وتقاطع مصالح وتضاربها في بعض الأوقات، في ظل وجود تنظيمات متطرفة، وانتشار للميليشيات في عدد من المناطق كسورية واليمن والعراق، ومن حق جميع الدول أخذ أسوأ «السيناريوات» بعين الاعتبار، وهو أمر لا يبشر بالخير. وأفاد بأن لدى المملكة عدداً من الخبرات، منها محاربة التنظيمات المتطرفة، ونجاحها في محاربة القاعدة خلال الفترة الماضية، «ويجب علينا أن نرفع استعدادنا لمواجهة أي تهديدات، ويجب على دول المنطقة تحديداً أن تسعى إلى تحقيق السلام فيها». وفي ما يتعلق باستمرارية المناورات العسكرية وتكرار نسخة «رعد الشمال» في الأعوام المقبلة، قال: «إذا رأت الدول أن هناك حاجة إلى تكرار نسخ من التمرين فالمملكة ترحب بذلك، ونحن بعد انتهاء التمرين سنقوم بتقويم الدروس المستفادة منه». وبيّن عسيري أن التحالف الإسلامي لديه أربعة مناحٍ تتضمن الفكري والإعلامي والمالي والعسكري، ومن السابق الحديث عن حالات محددة، «ومؤتمر رؤساء الأركان سيناقش آليات عمل التحالف، وسيكون هناك مركزاً لتنسيق جهود التحالف»، ولفت إلى أن السلوك السياسي لإيران يعرفه الجميع، من خلال ابتداع ميليشيات ك«حزب الله» والحوثي وسورية والعراق، «ودول الخليج تتطلع إلى التعايش مع إيران، ولكن تدخلها يعد سافراً في دول المنطقة». وأوضح أن التمرين يحقق أهدافاً من بينها اختبار البنية التحتية للقوات المسلحة السعودية، من خلال التأكد من تهيئة الموانئ التي شاركت في هذا التمرين، كميناء الملك عبدالعزيز في جدة وميناء ضباء والدمام، وكيفية وصول القوات إلى المنطقة المحددة للتمرين، براً وجواً وبحراً. وأشار إلى أن هذا التمرين «يمتد من طريف إلى الحدود السعودية الكويتية العراقية»، والقوات تنفذ التمرين بالتزامن في هذه القطاعات، إضافة إلى القواعد الجوية التي تساند القوات في عملياتها على الأرض. وأضاف «نسعى إلى القدرة على مزامنة التوافق في العمليات ونقل وتحريك القوات، ثم إعادتها إلى مواقعها في دولها الرئيسة». مبيناً أن 20 دولة تسعى من خلال هذا التمرين إلى اكتساب الخبرة وإكسابها للآخرين، من خلال الاحتكاك بالدول والمدارس التي تنتمي لها، «والهدف أن يكون لدينا وحدة، وفي حال احتاج أحد منا إلى الآخر، يتم التوافق بيننا بكل سهولة».