لم تقتصر حلول وبرامج شركة «إس إيه بي» على النفط، بل شملت الزراعة الرقمية، في مسعى للإسهام في الحد من تصاعد موجة الجوع، إذ تستهدف الزراعة الرقمية استغلال الظروف المتاحة في كل دولة لزيادة الإنتاج، وترتكز على استخدام قواعد بيانات دقيقة عن خصائص التربة والمحاصيل، وسلوك قطعان الماشية، وتغيّرات الطقس والمناخ، وغيرها. ويقول المسؤول في شركة «إس إيه بي» ماتسيس أورين في عرضه لبرنامج الزراعة الرقمية، إن هذه الزراعة تعتمد على تقنيات رقمية، مثل النظام العالمي لتحديد المواقع «جي بي إس»، وتقنية «الاستشعار من بُعد»، والأقمار الاصطناعية و«نظم المعلومات الجغرافية»، مضيفاً: «برامجنا تساعد في زيادة الإنتاجية، إذ يتم استغلال بيانات التربة، ونوع المحصول، وموعد زراعته، وكمية المياه اللازمة للري، والأسمدة اللازمة، واستغلال المساحات الموجودة»، متوقعاً أن تحدث الزراعة الرقمية ثورة في المحاصيل الزراعية خلال السنوات المقبلة. وتأتي الزراعة الرقمية في وقت تتزايد فيه حاجة الدول العربية إلى استخدام أساليب المعلوماتية وتقنياتها، وتوظيفها في تحسين الإنتاجية الزراعية وزيادة المساحات القابلة للاستزراع، وتنمية الثروة الحيوانية، وترشيد استخدام مياه الري، وبالتالي تحفيز التنمية الزراعية والريفية عموماً. وأوضح أورين أنه بخلاف الزراعة التقليدية، التي تعتمد على تراكم تدريجي للخبرات البشرية المتوارثة عبر الأجيال، فإن «الفلاح الرقمي» يعتمد على تقنيات متطورة في المعلوماتية، لتحديد الطرق المثلى في استخدام المياه والبذور والسماد والمبيدات، ويعتمد عليها في التعرف إلى تغيرات المناخ وخصائص التربة، كما تستخدم تقنية «الاستشعار من بُعد» لجمع معلومات عن التربة، مثل نسبة الطين والحجارة والأملاح والرطوبة والمعادن.