قال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، إن القضية الفلسطينية "أصبحت غائبة" عن حورات الدول العربية ونقاشاتهم وذلك خصوصا بعد اندلاع الربيع العربي، في إشارة إلى احتجاجات شعبية بدأت في 2011، وأدت إلى الإطاحة برؤساء عرب. واعتبر القدومي، في تصريح على هامش مشاركته في مؤتمر دولي الجمعة في العاصمة تونس، لمناسبة الذكرى 38 ل"يوم الأرض الفلسطيني"، أن ما يحدث في الدول العربية في الفترة الأخيرة لا يعد ربيعا عربيا بل هو "خريف بكل معانيه". ويتواصل المؤتمر على مدى يومين، بمشاركة شخصيات سياسية من عدد من الدول أهمها فلسطين ومالي والجزائر وتونس، بمبادرة من مركز مسارات للدراسات الفلسفية والانسانية، وهي جمعية تونسية علمية غير حكومية، تعنى بالدراسات الفلسفية والبحوث الاستراتيجية. وأردف القدومي أن "القضية الفلسطينة تشهد تغييبا عن الحوارات العربية وعن الجامعة العربية، وذلك خلافا لما كانت تشهده في السابق قبل اندلاع ثورات العربية أو ما أسموه بالربيع العربي"، مشيرا إلى بروز ظاهرة اعتداءات الدول العربية على بعضها البعض قائلا إن "الدول العربية أصبحت تعتدي على دول عربية أخرى". ولم يوضح المسؤول الفلسطيني مقصده من اعتداء دول عربية على أخرى، لكنه ندد بتدخل بعض الأطراف العربية لم يسمها في سورية، معتبرا أن ذلك التدخل "أنتج إرهابا عكر صفو الأمن والسلام في المنطقة، وخصوصا في سورية"، مضيفا انه "كان ذلك بسبب إدعاءات البعض بوجود نظام ديكتاتوري يحكم سورية"، واشار إلى أن من تدخلت في سورية هي أطراف خارجية ولا ينتمون لأفراد الشعب السوري، كما أنها تدعم العمليات الارهابية في سورية. وقال إنه "حتى بعد استشهاد عدد من السوريين، وتهجيرهم من أرضهم، ما زالت الكثير من الدول العربية تصر على أن النظام السوري نظام ديكتاتوري". وبحسب فاروق القدومي، فإن "بعض الأطراف التي تدعي وجود حكم ديكتاتوري في سورية هي دول تعيش تحت حكم أنظمة ديكتاتورية وبعيدة كل البعد من الحضارة". ويتهم النظام السوري أطرافا عربية وإقليمية بالتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، وإرسال مقاتلين إلى سورية لمواجهة النظام والقيام بعمليات "إرهابية"، فيما تتهم تلك الأطراف النظام السوري، بالاستعانة بمقاتلي "حزب الله" وإيران، في عملياته لقمع الشعب السوري. ولمناسبة مشاركته في المؤتمر الدولي، المنعقد حتى يوم غد لإحياء الذكرى ال 38 ليوم الأرض تحت شعار "المقدمات والتحديات والتوقعات المستقبلية"، اعتبر القدومي أن الاحتفال بيوم الأرض يعد إحياء لانتفاضة الشعب الفلسطين التي نفذها في المنطقة الشمالية ضد الاحتلال الاسرائيلي. ويوم الأرض الفلسطيني هو يوم يحييه الفلسطينيون في 30 آذار (مارس) من كلّ سنة، وتعود أحداثه لعام 1976 بعدما قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي الفلسطينية بخاصّة في منطقة الجليل شمالي إسرائيل، قام على إثره فلسطينيو الدّاخل بإعلان الإضراب الشّامل، وكان الرّدّ الإسرائيليّ عسكريّا شديدا باجتياح قرى عرابة الفلسطينية بالجليل، سقط جرائه، قتلى وجرحى في صفوف المدنيّين الفلسطينيين.