لعبت مكتبه الإسكندرية على مدار تاريخها دوراً كبيراً في نشر الثقافة قديماً وحديثاً، فكانت شعاع النور الذي وجد ليضئ شمس المعرفة على أرض الكنانة. واستمرت رسالتها في نشرها العلم والمعرفة بعد إعادة إحيائها مرة أخرى لتواكب كل تقدم وتقتني جديد من الوسائل التي تساعد على نشر المعرفة. وفى الآونة الأخيرة أضاف التقدم العلمي في مجال التكنولوجيا الرقمية بعداً جديداً وتطوراً ملحوظاً في مجال علم المكتبات والمعلومات. ودفع هذا التطور الكبير في مجال تكنولوجيا المكتبات والمعلومات مكتبه الإسكندرية إلى تبني مفهوم النشر الرقمي لإتاحته لكل الباحثين والمهتمين بالعلم والمعرفة وهو ما انعكس بدوره على المراكز البحثية التي تضمها المكتبة كافة، والتي من بينها مركز دراسات الكتابات والخطوط. مركز الدراسات للكتابات والخطوط هو مركز بحثي يهدف إلى دراسة النقوش والكتابات في كافة أنحاء العالم منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث ويقوم بالربط بين العديد من التخصصات الخاصة باللغات والخطوط والتي تتم دراسة كل منها بشكل منعزل مثل علم اللغات وعلم تطور الخطوط والكتابات وعلم الأنثروبولوجيا. في الجانب التعليمي يهدف المركز إلى تقديم عدة أنشطه يهدف من خلالها إلى إيصال رسالته إلى المجتمع، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: - إقامة المعارض الدائمة والموقتة في مجال الخطوط والنقوش - عقد ورش تعليمية - دورات متنوعة لتعليم الخطوط القديمة للأطفال والكبار - محاضرات الموسم الثقافي التي تستهدف العامه والمتخصصين. أما على الصعيد الأكاديمي، فيقوم المركز بالعديد من الأنشطة ذات الصلة بمجال عمله، مثل إصدار المطبوعات في مجال النقوش والكتابات وإنجاز المشروعات البحثية سواء كانت قصيره متوسطة أو طويلة الأمد، بالإضافة إلى استضافة المؤتمرات العلمية التي تعتبر بؤرة التقاء متخصصى الخطوط حول العالم. ولعل أحد أهم إصدارات المركز «حولية أبجديات» السنوية التي تهدف إلى نشر أحدث الاكتشافات والنظريات الخاصة بالكتابات والنقوش والخطوط في العالم عبر العصور والتي يغطي موقعها الرقمي دراسة وتحليل وتوثيق تلك النقوش والكتابات منذ بدء عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث. وقد وقع المركز اتفاقيه تعاون مع دار نشر بريل لتقوم بطباعة وتوزيع حولية أبجديات حول العالم، وهي من أبرز مؤسسات النشر على مستوى العالم، هذا بالإضافة إلى تحديث الموقع الخاص بحولية أبجديات على شبكة الإنترنت ليقوم باستقبال الأبحاث إلكترونياً وبذلك ينافس مواقع الحوليات العالمية. وهناك أيضاً الموقع الخاص بتوثيق تاريخ مطبعة بولاق «المطبعة الأميرية» كما كان يطلق عليها، والتي أنشأها محمد على باشا ويعمل الموقع على عرض تاريخ المطبعة وإبراز دورها في تحديث المجتمع المصري. ولا يكتفى المركز بذلك بل عمل على نقل أحدث الإصدارات الأجنبية ذات الصلة بمجال عمله إلى القارئ العربي وذلك إيماناً منه بأهمية أن يكون القارئ العربي مطلعاً على أحدث الاكتشافات والنظريات في مجال الخطوط والكتابات، فتبنّى المركز حركه ترجمه للعديد من الكتب وإضافتها إلى المكتبة العربية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: - قصة الكتابة - اللغات المفقودة - اللغة المصرية القديمة - كيف تقرأ اللغة المصرية القديمة - كتاب رموز المايا، والذي يحكى عن حضارة المايا، وهي الحضارة التي قامت في المكسيك، وقد واكب إصدار المركز لهذا الكتاب في نسخته العربية الاحتفال بالعيد القومي لدولة المكسيك في أيلول (سبتمبر) 2012. وأقام المركز بهذه المناسبة احتفاليه بالتعاون مع السفارة المكسيكية حضرتها سفيره المكسيك والسفير على ماهر بالإضافة إلى عدد كبير من الشخصيات. ورشح هذا الكتاب ضمن خمسة كتب أخرى إلى جائزة «رفاعة الطهطاوي» التي يقدمها المركز القومي للترجمة. - كتاب تاريخ الكتابة من التعبير التصويري إلى الوسائط الإعلامية المتعددة: وقد فاز بجائزة مؤسسه الكويت للتقدم العلمي لأفضل كتاب مترجم بالعربية في مجال الفنون والأدب والإنسانيات. كما قام المركز بنشر العديد من الدراسات المتعلقة بالخطوط والكتابات، منها: – النقوش الصخرية في موريتانيا - قصور الحمراء - مجموعه نقوش من جبانة ممفيس في فتره مدينه هيراكليوبوليس» وكذلك اهتم المركز بالخط العربي، حيث حرص على نشر العديد من المشروعات البحثية والدراسات المرتبطة بالخط العربي وفنونه، فنجد على سبيل المثال لا الحصر: - مطبعة بولاق فاز عام 2007 بجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية - النقوش الكتابية الفاطمية على العمائر في مصر والذي فاز بجائزة أفضل كتاب لعام 2008 - ديوان الخط العربي في مصر - روائع الخط العربي بجامع البوصيري وعندما كان أحد أهم أهداف المركز هو دراسة وإبراز العلاقة بين التقنيات الحديثة والخطوط. وانطلاقاً من هذا الهدف، اتجه مركز الخطوط إلى إنشاء المواقع الرقمية المختلفة التي تدعم هذا الهدف، ولعل أبرزها: موقع المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط وقد بدأ العمل بهذا الموقع في عام 2004 وبلغ عدد إجمالي النقوش في الافتتاح التجريبي 1500 نقش، أما الافتتاح الرسمي، ففي تشرين الأول (أكتوبر) 2012، وبلغ فيه إجمالي عدد النقوش حوالى 3000 نقش. ويعد هذا المشروع «المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط» سجلاًّ رقمياً للكتابة الواردة على العمائر والتحف الأثرية عبر العصور، ويقوم الموقع بعرض هذه النقوش للمستخدم في صورة رقمية تتضمن موجزاً عن بيانات النقش ويصاحب هذا عرض صورة فوتوغرافية، كما تسجل ما دُوِّن عليه من كتابات. ويتيح هذا الموقع هذه البيانات للمستخدمين باللغة العربية والإنكليزية، حيث حرص القائمون على هذا المشروع على أن يخرج هذا الموقع الإلكتروني للمكتبه الرقمية للنقوش والخطوط بشكل سهل وسلس لتمكين أكبر عدد من الباحثين من الاستفادة من نفائس النقوش الكتابية والأثرية والاستزادة منها ومما يتعلق بها من مراجع وصور. ويتبنى المشروع تسجيل مجموعه من اللغات بخطوطها المتعددة وهي اللغة المصرية القديمة واللغة العربية واللغة الفارسية واللغة التركية واللغة اليونانية وعرض البيانات الأساسية لتلك النقوش والوصف الخاص بها. ومن أشهر المجموعات التي نشرها المركز على هذا الموقع مجموعة كنوز الملك توت عنخ أمون الفرعون الأشهر في التاريخ الفرعونى. - كنوز تانيس التي ترجع للأسرة الواحدة والعشرين شرق الدلتا - أدوات الكتابة وموادها في مصر القديمة.