التقى مساء أول من أمس الثلثاء شعراء مجلة «شعر» بدعوة من دار نلسن في نادي متخرجي الجامعة الأميركية بمناسبة صدور عدد تذكاري من المجلة وهو العدد الأول (شتاء 1957) في سياق الاحتفاء ببيروت عاصمة عالمية للكتاب. وكان اللقاء الذي شارك فيه أدونيس وأنسي الحاج وفؤاد رفقه وشوقي أبي شقراء ورياض الريس ونذير العظمة ومهى بيرقدار زوجة الشاعر يوسف الخال مؤسس المجلة، حميماً وعاصفاً في آن واستعيدت خلاله ذكرى المجلة وشعراؤها الراحلون يوسف الخال ومحمد الماغوط وعصام محفوظ وتوفيق الصايغ وسواهم. وقدم خلال اللقاء العدد الأول في طبعته الجديدة التي توزع مجاناً. وافتتح اللقاء الكاتب سليمان بختي مدير دار نلسن وصاحب المبادرة. وتحدث من ثم فؤاد رفقه متذكراً صديقه يوسف الخال وكيف رافقه في أيامه الأخيرة وكان الى جانبه يحدثه ويصغي الى كلماته الوداعية. ثم أعقبه محيياً شعراء المجلة وأصدقاءها وأعداءها «لأنهم أوضحوا لنا أشياء كثيرة وكشفوا لنا أخطاءنا وساعدونا على تصحيحها». ومما قال: «أشك في أن يكون أحدنا أحب شعر الآخر. أشك في أن يكون أحدنا تغزل بشعر الآخر. لكن الشيء العميق قام على تعدديتنا التنافسية التي خلقت وحدة وحركة. مجلة «شعر» حققت قضايا ثقافية وشعرية كبرى. ويوسف الخال كان رائداً شعرياً وثقافياً». واقترح أدونيس أن يوقع الحاضرون بياناً لمطالبة وزارة الثقافة كواجب أساسي أن تعمل على انشاء جائزة باسم يوسف الخال للشعر وأن تطلق اسمه على شارع من شوارع بيروت. وفاجأ أنسي الحاج الحاضرين بكلمة جريئة قال فيها: «في مجلة «شعر» لم تكن لي تأثيرات حقيقية ولم أساهم فيها وأنا نادم اليوم لعدم مساهمتي فيها. كنت في ذلك الوقت على الهامش كعشبة غريبة. عندي اليوم ندم وأيضاً فرح المغلوب على أمره (...) لم نكن شعراء متنابذين، لم يكن من تنابذ الا عند أدونيس الذي كان يفتح جبهات، فيما كنت أنا أتلطى تحت الشرفات لأبتهج بالدنيا. ينقصنا يوسف بمحبته، بأبويته التي لم تكن باهظة ولا كانت عنده رغبة في أن يخترع زعامة على حساب الأدب. هو الغائب الأكبر والحاضر الأكبر». وقرأ شوقي أبي شقرا كلمة هي بمثابة شهادة مفعمة بالحنين الى زمن «شعر» ويوسف الخال. أما المفاجأة فكانت في كلمة مهى زوجة الشاعر يوسف الخال عندما أعلنت أن قبر يوسف الخال في بلدة غزير ضاع واختفى التمثال الذي كان موضوعاً أمامه، ما يعني أن لا ضريح للشاعر الآن يمكن أن يزوره قراؤه. وتحدثت عن وفاء الأصدقاء ليوسف في أيام مرضه مشيرة الى أن رياض الريس - الذي تحدث بدوره في اللقاء باقتضاب - هو الذي تحمّل كلفة طبابة يوسف في باريس. وتحدثت ختاماً الشاعرة اتيل عدنان، شاهدة على الدور الكبير الذي أداه يوسف الخال، شعرياً وفنياً.