شدّد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، على ضرورة تكثيف الجهود في ما يخص تعزيز الأمن الفكري في المجتمع، والاهتمام بعقد اللقاءات العلمية التي تتناول جوانبه كافة. وقال خلال فعاليات اللقاء العلمي «الأمن الفكري ودور الحرمين الشريفين في تعزيزه» أول من أمس: «يقوم منسوبو وزارة الداخلية بجهود في حماية أمن واستقرار وطننا وحماية حدوده وثغوره بعين ساهرة لا تنام، كما يعمل منسوبو الرئاسة من خلال إدارة الأمن الفكري والإدارات التوجيهية والإرشادية على تعزيز الجوانب الفكرية والاجتماعية، والأمن الفكري لن ينتهي بهذا اللقاء، وإنما سيتواصل ليستنهض الهمم ويشحذ العزيمة القوية التي يتميز بها شبان هذا الوطن». وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح آل طالب أن الأمن الفكري هو أن يعيش أهل الإسلام في مجتمعهم آمنين، والاهتمام بصيانة عقول أفراد المجتمع ضد أي انحرافات فكرية مخالفة لما تنص عليه تعاليم الإسلام الحنيف. واعتبر أن الغزو الفكري الثقافي والتلبيس على الناس بفكرة تغيير الخطاب الديني يعدان من بين أسباب اضطراب الفكر، مشيراً إلى أن من وسائل حماية الأمن الفكري إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنه، ومعرفة الأفكار المنحرفة وتحصين الشباب ضدها، والاهتمام بالتربية في المدارس والمساجد والبيوت، وتجنب الأساليب غير المجدية. وأضاف: «للحرمين الشريفين دور كبير ومؤثر في تعزيز وتحقيق الأمن الفكري من خلال منبر الحرم وخطبائه وأئمته في دروسهم ومشاركاتهم ولقاءاتهم، كذلك دور المفتين والمرشدين في الحرمين، والقطاعات الإدارية التابعة للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، لكن في الوقت ذاته نطالب بدور أكبر للإدارات العلمية والتعليمية في الحرمين الشريفين لتحقيق الأمن الفكري والحرص على بث هذه الثوابت والمفاهيم لدي الحجاج والزوار». ونوّه مدير إدارة الأمن الفكري في وزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن الهدلق إلى أهمية تضافر الجهود لمكافحة الفكر الضال، والعمل على تعزيز الجهود لحماية الشباب ومناصحتهم والعناية بمن تراجعوا عن الأفكار المنحرفة، مستعرضاً تجربة وزارة الداخلية في ذلك. ولفت وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الدكتور علي العبيد إلى أن الأمن الفكري يشكّل الحال الذي يكون الإنسان فيه مطمئناً في نفسه مستقراً في وطنه سالماً من كل ما ينقص دينه أو عقله أو عرضه أو ماله، منوّهاً بأنه يتعلق بالمحافظة على دين الأمة ومعتقدها، والحفاظ على العقل الذي هو آلة الفكر، مشيراً إلى أن الهدف من تعزيز الأمن الفكري هو وحدة الأمن وعدم اختلافها. وشدّد على ضرورة دور أئمة وخطباء الحرمين الشريفين في تعزيز الأمن الفكري بإبرازهم لدور العقيدة في الوفاء للوطن وإبراز الفكر الوسطي المعتدل والتوعية بأهمية الأمن والتذكير بنعمته والتحذير من الإخلال به والتأكيد على عظم مهمة رجال الأمن وبيان حقوق ولاة الأمر ودورهم في إحقاق الحق وإخماد الفتن. وأضاف: «إن دور الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في العناية بالأمن الفكري يتلخص في إيضاح رأيها وموقفها من الأحداث الأمنية، وإنشائها إدارتين بمسمى (الأمن الفكري) تهدف إلى توضيح العقيدة الصحيحة، وترسيخ مفهوم الفكر الوسطي المعتدل، والتحذير من الدعاوى التي تسعى إلى هدم الدين الصحيح، ونشر محاسن الإسلام، كذلك عناية الرئاسة باختيار العاملين فيها وتثقيفهم». واعتبر الدكتور عثمان الصديقي أن من أهم الوسائل التي تعزز الأمن الفكري في قطاعات الرئاسة، تفعيل دور التوجيه والإرشاد بالحرمين الشريفين، ونشر الكتب والكتيبات والنشرات التوعوية، والعناية بأبحاث ودراسات قضايا الأمن الفكري، وإقامة الملتقيات العلمية وورش العمل وحلقات النقاش في مواضيع الأمن الفكري.