برز تبدل ملموس في الموقف الروسي لجهة عدم الرغبة في ممارسة ضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن بلاده «لا ترى في تنظيم انتخابات نيابية في سورية الشهر المقبل ما يعرقل عملية التسوية السياسية». وجاء حديث بوتين في إطار محادثات هاتفية مشتركة جمعت زعماء روسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وسعى الجانب الأوروبي خلالها الى إقناع بوتين بممارسة ضغوط على الأسد. وقال بيان أصدره الكرملين أن الأطراف ناقشت الملفات المتعلقة بالأزمة السورية في اطار اتفاق وقف الأعمال العدائية والسيناريوات المطروحة لدفع عملية التسوية السياسية. وكان لافتاً تأكيد بوتين أن الانتخابات التي أعلنت دمشق تنظيمها «لن تعرقل عملية السلام» في تبدّل واضح لموقف موسكو، إذ كانت الخارجية الروسية أعلنت الأسبوع الماضي موقفاً معارضاً لإجراء انتخابات، وشددت على «ضرورة الالتزام بمسار التسوية المحدد الذي نصت عليه قرارات مجلس الأمن، وأن تكون أي انتخابات مسبوقة بمفاوضات بين كل الأطراف وعملية إصلاح دستوري». في الاثناء، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الهدنة في سورية «تحمل طابعاً دائماً، ولا يوجد أي جدول زمني أو شروط مسبقة لها». وقال لافروف على هامش اجتماع «رباعية النورماندي» في باريس أن وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وتحريك العملية السياسية الشاملة لجميع الأطراف السورية يجب أن تجرى بالتوازي، مشيراً إلى عدم وجود أي شروط مسبقة. ولم يستبعد الوزير الروسي إجراء محادثات مباشرة بين دمشق والمعارضة السورية، أثناء الجولة الجديدة من المحادثات. وقال أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا سيعقد الاربعاء المقبل اجتماعات مع أطراف سورية عدة تمهّد لإطلاق مفاوضات مباشرة. وأوضح أن «هذه العملية ستشارك فيها عدة جماعات من المعارضة السورية، وفي البداية سيجرى ذلك في شكل منفصل، وآمل في أنهم سيجتمعون بعد ذلك في غرفة واحدة».