وقفت 20 فتاة ينصتن بعناية الى تعليمات لينا خليفة (31 سنة) وهي تدربهن على فنون القتال والدفاع عن النفس، في اول مدرسة لرياضة تمزج التايكواندو بالملاكمة مخصصة للنساء في الاردن، وتجذب الشابات الراغبات في حماية أنفسهن والهروب من الضغوط الاجتماعية. في الطابق الرابع من مبنى في شمال غربي عمان، وفي قاعة كبيرة مجهزة بأحدث المعدات، تعلو وجوه الشابات ابتسامة عريضة، قبل ان يبدأن الصراخ وهن يوجهن اللكمات القوية يميناً ويساراً. وقررت خليفة تأسيس هذا المركز قبل ثلاث سنوات بعدما شكت لها احدى صديقاتها أن والدها وشقيقها يضربانها. وتقول الشابة النحيفة ذات الشعر الاسود المجعد القصير والحاصلة على عشرين ميدالية ذهبية مع منتخب الاردن للتايكواندو: «هدفي تقوية المرأة وجعلها واثقة وقادرة على الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لأي تحرش او مضايقة». وتتابع: «انا اعتبره تعليماً كالدراسة المدرسية او الجامعية وليس عنفاً، وهو يستعمل عند الضرورة وفي الوقت والمكان المناسبين». وأشارت الى ان ما يحفزها أكثر هو ان القوانين ليست مع حماية المرأة او انصافها عند تعرضها للتحرش او الاعتداء او الاغتصاب في الدول العربية، بل هناك مادة في القانون تسقط العقوبة عن الرجل في حال زواجه من الفتاة التي اغتصبها مثلاً. ومنذ افتتاح مركز «شي فايتر» (المقاتلة) قبل ثلاث سنوات، وهو الوحيد من نوعه في الاردن، دربت خليفة اكثر من ألفي امرأة وشابة وطفلة تراوحت اعمارهن بين اربع سنوات و75 سنة، اضافة الى 12 ألف امرأة اخرى بالتعاون مع المنظمات الدولية غير الحكومية، كتدريب اللاجئات السوريات وعاملات المنازل القادمات من بنغلادش وسريلانكا وغيرهما. وحصلت خليفة على تكريم من الاممالمتحدة على عملها. كما استقبلها الرئيس الاميركي باراك اوباما في ايار (مايو) الى جانب عدد من «قادة التغيير الاجتماعي» كما سماهم في البيت الابيض. وتلقت دعوات إلى إلقاء المحاضرات في دول اوروبية ومقر البرلمان الاوروبي في بروكسل.