أفاد مصدر قضائي جزائري بأن فرنسا أرسلت مذكرة تطلب فيها من الجزائر استقبال قاضي مكافحة الإرهاب في المحكمة الباريسية، لدراسة مدى تطابق هوية شخص اعتقلته السلطات الجزائرية مع مساعد «عبد الحميد أباعود» مدبر الهجمات الإرهابية التي هزت العاصمة الفرنسية في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وصنفت السلطات الجزائرية الشبهة الموجهة للشخص المعتقل في بجاية (260 كيلومتراً شرق العاصمة) على أساس «الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج»، وعُلِم أنه سيحوَّل إلى مكتب مكافحة الإرهاب في قسنطينة (400 كيلومتر شرق العاصمة). وقال وزير العدل الجزائري الطيب لوح، إن المشتبه بعلاقته مع جماعة «عبد الحميد أباعود»، سيُنقل إلى القسم الجزائي بقسنطينة المتخصص في الإرهاب لمواصلة التحقيق معه. ولم يذكر الوزير اسم المشتبه به لكن مصادر مأذونة ذكرت أن اسمه زهير مهداوي. وشرح لوح تداعيات القضية، وقال إنه «بعد نشر صورة من قبل قناة أجنبية تظهر الإرهابي عبد الحميد أباعود المتورط في أحداث وجرائم 13 تشرين الثاني 2015 في باريس والتي أظهرت أيضاً شخصاً آخر يقود سيارة برفقة الإرهابي تحركت العدالة». ولفتت مصادر من مركز بجاية الأمني إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى تطابق كبير مع هوية الشخص المُلاحَق، على رغم أن الموقوف نفى أمام قاضي التحقيق انتماءه إلى «داعش» واصفاً إياه بالتنظيم «الذي يهدم صورة الإسلام». وأوضح وزير العدل أن المُعتقَل، مواطن جزائري مقيم في العاصمة البلجيكية بروكسيل، دخل الجزائر في 9 شباط (فبراير) الماضي وهو الآن رهن السجن الموقت بعد الاشتباه به. وعُلِم أن أفراداً من عائلة زهير مهداوي نفت بشدة أن يكون هو مَن ظهر في تسجيل مع «أباعود» قبل أيام.