بيّنت دراسة موسّعة أجراها فريق من العلماء البريطانيين أنّ الناس يصبحون أكثر سعادة عندما يقتربون من سن السبعين. وذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية ان الدراسة التي اجريت على ثلاثة آلاف شخص في السبعينات من العمر، بينت ان مشاعر الرفاهية تزيد في العقد السابع من العمر. وجرى اختبار مجموعة من المتطوعين تتراوح أعمارهم بين 60 و64، وطرحت مجموعة اسئلة تتعلق بمفهوم السعادة والثقة بالنفس والتفاؤل والبهجة. واوضح الباحثون الذين تابعوا أحوال من شملهم البحث طيلة العقد السادس من عمرهم ولاحظوا أن السعادة عندهم ظلت ترتفع مع اقترابهم من سن السبعين وفقاً ل 14 معيارا للسعادة حددها الباحثون. واشار الباحثون الى ان معيار شعورهم بالسعادة جاء على رغم ان معظمهم يعاني أمراضاً مزمنة مثل التهاب المفاصل والسكري وارتفاع ضغط الدم. وقالت الدكتورة من «مجلس الأبحاث الطبية عن الصحة مدى الحياة والشيخوخة» في «جامعة لندن»، ماي ستافورد ان «ما اكتشفناه هو أنه في المتوسط، يزداد الشعور بالرفاهية والسعادة عند الاشخاص عند بلوغهم الستينات من العمر». واوضحت ستافورد ان «أحد أهداف الدراسة هو النظر الى الطريقة التي يتغير فيها الاشخاص على مر الزمن من أجل تحديد الخبرات المشتركة التي تجعلنا سعداء». ووجد بحث أجراه مكتب الإحصاء الوطني الشهر الماضي، أن الناس الأقل سعادة في منتصف العمر لديهم أدنى مستويات الرضا عن الحياة وأعلى مستويات القلق. وطرحت مجلة «فوربس» تساؤلاً عن علاقة السعادة بطول العمر، وفسرت دراسة حديثة تقول أن هناك مبالغة في الأخبار التي تقول أن السعادة تطيل العمر، وأن الاكتئاب يقصّره، وربطت أسباب الوفاة بعوامل أخرى إضافية يتعرّض لها الإنسان. الدراسة التي اجريت العام الماضي فحصت ما لا يقل عن مليون امرأة من أنحاء بريطانيا بجيل أعلى من 60 عاماً، ونشرت في المجلة الطبية «لانسيت»، ووجدت أن الحالة الصحية السيئة جعلت الناس يعيشون حياة أقصر. لكن ليس من الصحيح أيضاً، على حد قولهم أن التعاسة عامل يقصر الحياة بحد ذاته. ويقول الطبيب من جامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا بيتي ليو أن «المرض يجعلك غير سعيد، لكن التعاسة بحد ذاتها لا تجعلك مريضاً، ووجدنا أنه لا يوجد تأثير مباشر من التعاسة أو الضغوطات النفسية يسبب الوفيات، وهي دراسة استمرت 10 سنوات مع مليون امرأة«.