أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد «جدية وحزم» الحكومة في «اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه كل من يسيء إلى علاقات دولة الكويت والمملكة العربية السعودية والدول الشقيقة». وقال للنواب أمس خلال جلسة لمجلس الأمة (البرلمان) كان نواب فيها طالبوا بفتح النقاش حول تصريحات النائب (الشيعي) عبدالحميد دشتي ضد المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، إن «أي إساءة للمملكة العربية السعودية هي إساءة للكويت، وهو أمر لن نرضى به». وكان دشتي المثير للجدل بمواقفه وتصريحاته، تحدث إلى أحد المحطات التلفزيونية المحسوبة على النظام السوري، كرر تهجمه على دول الخليج، وخصوصاً السعودية، مطالباً ب «ضرب الوهابية في عقر دارها»، ما أثار ردود فعل غاضبة ضمن الغالبية السنية في الكويت ودعوات للحكومة باتخاذ إجراءات ضده. وأمس هاجم النواب السنة بقوة موقف دشتي ودافعوا عن العلاقة مع السعودية بينما أظهر نواب من الأقلية الشيعية تعاطفاً واعتذاراً لدشتي. وقال وزير الخارجية إن ما أدلى به دشتي لذلك التلفزيون «عكر صفو الاحتفالات الوطنية الكويتية (الأسبوع الماضي) بالإساءة إلى أشقائنا في المملكة العربية السعودية» مشيراً إلى توقيت الحوار الذي أجراه النائب مع قناة «الإخبارية» السورية في 24 شباط (فبراير) ليلة العيد الوطني للكويت. وأضاف أن كل من يحاول الإساءة للعلاقة المتميزة بين الكويت والسعودية عليه «أن يفكر وأن يقدر ثم ينظر إلى عمق العلاقة التاريخية بين البلدين في أوقات الشدة والرخاء والعسر واليسر حيث كنا شعبين وبلدين يساند بعضنا بعضاً» مؤكداً أن «التاريخ يشهد على أن كل من حاول من أفراد أو جماعات أو دول الإساءة للعلاقة بين الكويت والسعودية خاب رجاؤه». وتابع أن «خير دليل على تلك العلاقة المتميزة انطلاقة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه من الكويت منذ 115 عاماً لاستعادة حكم آبائه ومنذ 25 عاماً سخرت المملكة أراضيها وإمكاناتها لعودة الشرعية لدولة الكويت، وهذه هي المنطلقات التي نستند إليها في علاقتنا». وشدد الشيخ صباح الخالد على وجوب مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية المحيطة «بتماسكنا كمجتمع كويتي ومواجهتها من خلال تضامننا مع أشقائنا في دول مجلس التعاون لننطلق سوياً في مواجهة هذه التحديات». وأكد أن كل ما تتخذه الحكومة من إجراءات ينطلق من «الدفاع عن الكويت أولاً قبل أن يكون دفاعاً عن الأشقاء» في السعودية أو أي دولة من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، موضحاً أن دولة الكويت عندما تبادر برفع القضايا ومتابعتها وتحريكها ضمن القانون والدستور «لا تنتظر توجيهاً من أحد» لمنع الإساءة عن الأشقاء في دول مجلس التعاون. وقال رداً على أحد النواب إن دولة الكويت من أكثر دول مجلس التعاون التي تقدمت بشكاوى ضد كل من يسيء إليها (دول المجلس) ويمسها، مؤكداً أن دول مجلس التعاون «لن تقبل أو ترضى المساس» بدولة الكويت. وكان نواب تقدموا قبل الجلسة بطلب تخصيص ساعتين لمناقشة تصرفات زميلهم دشتي، غير أن الطلب أجّل من بداية الجلسة إلى نهايتها نظراً لازدحام الجدول. و بدا دشتي نفسه غير مبال بالانتقادات الشعبية ضده، إذ قال: «ناقشوني الآن وانتهوا، لأن غداً عندي سفرة للمغرب». وزاد: «خذوا بدل الساعتين أربع ساعات» ونفى أن يكون أساء لأي دولة شقيقة. وطالب نواب، منهم سعود الحريجي، بأن تتبنى السلطة التشريعية «موقفاً يتناسب مع حجم وأثر الإساءات المتواصلة من قبل النائب عبدالحميد دشتي ضد الشقيقة المملكة العربية السعودية»، وقدموا طلباً لمناقشة هذا الأمر في الجلسة. وقال قبل الجلسة إن هذه الإساءات «يجب أن يكون لها رادع، سواء من الجانب النيابي أو الحكومي على حد سواء، لا سيما في ظل الوضع الإقليمي الملتهب واستحقاقات المرحلة الراهنة التي تتطلب تعميق أواصر الصلة والتعاضد بين دول مجلس التعاون». واعتاد النائب دشتي اتخاذ مواقف مؤيدة لإيران ولنظام الرئيس بشار الأسد ومهاجمة دول مجلس التعاون الخليجي، وسبق أن وجهت ضده شكاوى لكنه استفاد من حصانته البرلمانية في تفاديها. ويزعم ناشطون في المعارضة الكويتية أن «السلطة غير جادة في محاسبة دشتي نظراً لتأييده مواقفها داخل المجلس». وقال النائب أحمد القضيبي إن تصرفات دشتي «تمثله ولا تمثل مجلس الأمة الكويتي»، و «أجدد دعمنا الأشقاء في السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، وأؤكد على وحدتنا ومصيرنا المشترك الذي تسطره بوضوح المشاركة الميدانية الفاعلة للقوات العسكرية الكويتية بعاصفة الحزم ومناورات رعد الشمال».