يعتقد البعض عندما يسمع ب«داء الجرب» أنه كان موجوداً فقط في العصور الماضية، أو أنه يصيب البهائم فقط، ولكن المفاجأة أنه ينتشر بين طلاب في وقتنا الحاضر في قرى تابعة لمحافظة «الليث»، وأكدت تقارير صادرة عن قسم الصحة المدرسية بإدارة التعليم إصابة أكثر من 26 طالباً وطالبة بهذا الداء، خلاف الإصابات التي وقعت بين طلاب وطالبات الكلية الجامعية بالليث، ويقدر عددهم بنحو 15، إضافة إلى إصابة العديد من الأسر، ما اضطر أولياء الأمور إلى إجبار أبنائهم على عدم الذهاب إلى المدارس. الحالات المصابة لم توجد في مدرسة واحدة وإنما توزعت على مدارس عدة، إذ ظهرت حالتان بمدرسة عمر بن عبدالعزيز بقرية بجالة، وحالة واحدة بمدرسة حسان بن ثابت بمركز غميقة، كما تم اكتشاف حالتين بمجمع عيار للبنات بقرية عيار، و12 حالة لطلاب وطالبات بقرية الجويني يدرسون في مدارس العرين التابعة لمكتب التعليم بمحافظة أضم، والتي أصيب منها 9 طلاب وطالبات في بداية انتشار المرض، وبالتالي أصبح عدد الحالات المصابة 26. وأوضح المتحدث باسم إدارة التعليم في المحافظة محمد بن ختيم ل«الحياة» أنه لم تسجل أي حالات جديدة مصابة بمرض الجرب الجلدي غير ال 26 حالة، مشيراً إلى أنها في مرحلة العلاج، لافتاً إلى أن الكلية الصحية شاركت ب200 طالب وطالبة للتثقيف الصحي في المدارس، وتزويد المدارس بالمعقمات، وأدوات النظافة، إضافة إلى تشكيل لجنة طبية دورها الكشف على الطلاب والطالبات، وأخذ بياناتهم، وتعقيم منازلهم، وتغيير الأثاث بالكامل، وبعد ذلك تقوم اللجنة بالكشف عليهم بعد مرور أربعة أيام، وإذا ثبت لديها أن المصاب تشافى من المرض تمنحه تقريراً للعودة إلى مدرسته. ونفى ابن ختيم إصابة أي من المعلمين والمعلمات بهذا الداء، أو تعليق الدراسة بأي مدرسة، كاشفاً أن المرض أصيبت به العديد من الأسر المخالطين للطلاب، وأنهم يقومون في المدارس عند الاشتباه بحالة الطلاب بعزل المصاب ثم علاجه، وتتخلل ذلك توعية أسرية، مبيناً أن المراكز الصحية بمحافظة أضم، بمشاركة جمعية البر، قامت بدعم الأهالي في قرية «الجويني» المصابة بالمرض بنحو 3 آلاف بطانية ومعقمات وملابس وأدوات نظافة، إذ إن «هذه القرية تعاني من ظروف اقتصادية سيئة، موضحاً أن الجهات المعنية تقوم بجولات عدة على تلك المدارس من أجل التثقيف، والتوعية، والكشف على الحالات المشتبه بها، وأكد أنه تمت إحالة الحالات المصابة للجهات الطبية وتمت معالجتها ومنحها إجازة مرضية إلى حين التأكد من تماثلها للشفاء. من ناحية أخرى، قام مدير إدارة التعليم بمحافظة الليث مرعي بن البركاتي أمس بتفقد سير العملية التعليمية بمدارس (قرية العرين) بمحافظة أضم للاطمئنان على صحة وسلامة الطلاب والطالبات، بعدما تم اكتشاف حالات إصابة بمرض الجرب خلال الأسبوع المنصرم، واطلع على ما قامت به المدارس من إجراءات وقائية حرصاً على سلامة الطلاب والطالبات، والحد من انتشار المرض بينهم. كما التقى، خلال الزيارة، بمساعد مدير الشؤون الصحية بجدة للصحة العامة الدكتور خالد باواكد، ومدير المراكز الصحية بمحافظة أضم رحمان المالكي، وناقش معهما الوضع الصحي لأهالي قرية الجويني، وتطورات مرض الجرب الذي أصيبت به مجموعة من أهالي القرية. من جانبه، طمأن المساعد للشؤون المدرسية عبدالرحمن بن حسين باعفيف، قائدات مدارس قطاع الليث على الوضع الصحي بمدارس المحافظة، وأهاب بهن بضرورة نشر التوعية والتثقيف الصحي بين أوساط المعلمات، والطالبات، وأسرهن، والاهتمام بتعقيم المدرسة، ومرافقها، وعمل التهوية اللازمة للفصول. جاء ذلك خلال مشاركته بمداخلة في اللقاء الثالث لقائدات المدارس، والذي أقامه قسم الإشراف التربوي. بدورها، شاركت مساعدة رئيس قسم الصحة المدرسية نايفة الفليت، خلال اللقاء، بورقة عمل حول دور قائدات المدارس في السيطرة على الأوضاع الصحية، ودور المرشدة الصحية بالتعاون مع المعلمات في التوعية بمرض الجرب، فيما ألقت اختصاصية الجلدية بمستشفى الليث العام الدكتورة آمنة عمر، محاضرة صحية للتعريف بالمرض، وإرشادات وطرق الوقاية منه. وفي مكتب التعليم بمحافظة أضم، أقامت إدارة الشؤون التعليمية (للبنات) فعاليات الندوة الطبية التوعوية بداء الجرب بمجمع مدارس الضبيعة للبنات، بحضور مديرة الشؤون التعليمية بأضم غيثة الفقيه، ومديرة الشؤون التعليمية بربوع العين الأستاذة شوقية الأنصاري، وبمشاركة 71 قائدة مدرسية بمدارس مكتبي التعليم بأضم وربوع العين، إضافة إلى المرشدات الصحيات في المدارس. وفي السياق ذاته، يواصل قسم الصحة المدرسية جولاته الميدانية للكشف على الطلاب، ومتابعة الوضع الصحي للمدارس في قرى المحافظة كافة، وقام مدير الوحدة الصحية الدكتور حمزة بابكر بزيارات تفقدية شملت مدارس عواها، والسعدية.