اللص سارق يرتكب جريمته بخلسة وصمت. ربما كان إطلاق هذا الوصف على أولئك المعتدين على «الملكية الفكرية» للمنتجات «مستهجنة» في نظر البعض. وربما كان من الخطأ تسمية هؤلاء باللصوص، ليس لأنهم لم يرتكبوا فعل السرقة، وإنما لكونهم يسرقون جهاراً نهاراً.ماذا يعني أن تخسر السعودية سنوياً 10 بلايين ريال بسبب انتهاك حقوق الملكية الفكرية، سواء كانت الخسارة مباشرة أم غير مباشرة، خصوصاً مع دخول المملكة في منظمة التجارة العالمية، التي تشدد في شروط الانضمام إليها على أهمية حفظ حقوق الملكية الفكرية. ويرجع قانونيون وخبراء في هذا المجال سبب انتشار سلوك الانتهاك لحقوق الملكية الفكرية إلى ثقافة المجتمع نفسه، الذي لا يقدر حتى الآن قيمة الملكية الفكرية، وآثار انتهاكها. وعلى رغم تجريم القانون الدولي للاعتداء على الملكية الفكرية، إلا أن الأمر يتسع في مجالات عدة، بينما يتقلّص في زوايا أخرى. الدين أيضاً يتوافق مع القانون تماماً، فوزير العدل الدكتور محمد العيسى يرى أن الشريعة الإسلامية تحرّم قبل الأنظمة القانونية السطو على ملك الآخر، موضحاً أن ذلك يشمل «حقوق الملكية الفكرية» بما في ذلك العلامات التجارية، والمؤشرات الجغرافية، وبراءة الاختراع، والتصميمات والنماذج الصناعية، وحقوق المؤلف، والأسرار التجارية وغيرها. الحلقة الثانية من تحقيق «الحياة» عن الملكية الفكرية تتطرق إلى سرقة الحقوق إلكترونياً عبر ملايين الأشخاص حول العالم. أشخاص عاديون، لا يصنفون لصوصاً أو معتدين.